الوطن ـ التأمل
تألق أشبال عُمان للإبحار من فريق الناشئين تألقًا منقطع النظير في بطولة أبو ظبي المفتوحة التي أقيمت في نادي أبو ظبي للرياضات الشراعية واليخوت يومي الجمعة والسبت الماضيين حيث سيطروا على المراكز الأولى في الغالبية العظمى من سباقات البطولة، وعادوا برصيد وافر من الكؤوس والميداليات والخبرة والثقة.
شاركت عُمان للإبحار بفريق مكون من 16 بحّارًا في الفئات الأربع للبطولة، بواقع 6 بحّارة في فئة الأوبتمست، و5 في الليزر 4.7، واثنين في الليزر ستاندرد وثلاثة في الليزر راديال، وخاضوا منافسات قوية ضد 74 بحّارا منافسًا من عدد من الأندية بدولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين الشقيقتين.
انطلقت سباقات اليوم الأول بعد الظهيرة برياح جيدة تراوحت بين 8 و13 عقدة، وخاض البحّارة سباقين فقط قبل خفوت الرياح وغروب الشمس، وفي اليوم الثاني كانت الرياح أقل قوة ولم تسمح بإقامة أكثر من سباق واحد، وفي ظل هذه الظروف شهدت النتائج خلال اليومين تقلبات كبيرة، ولعب وزن البحّارة دورًا محوريًا في النتائج في اليوم الثاني الذي انخفضت فيه الرياح، حيث إن خفة الوزن تكون دائمًا في صالح البحّار على متن القارب في ظل الرياح الخفيفة، وكان النصيب الأوفر من النقاط للفريق العُماني.
وأشاد محسن البوسعيدي، مدير برنامج الناشئين في عُمان للإبحار بإنجازات البحّارة العُمانيين وقال: “قدم أشبالنا أداءً رائعًا منقطع النظير، وكان مثار إعجاب الوفود من الأندية المنافسة التي رأت في الفريق العُماني نموذجًا يستحق الاحتذاء، ولم تكن هذه الإنجازات وليدة اليوم أو الأمس، بل هي خلاصة لجهود شاقة ومئات السباقات والتدريبات التي خاضها البحّارة على مدى السنوات الماضية”.
وأضاف البوسعيدي: “بقدر الفخر الذي يشعر بها البحّارة بهذا الإنجاز، أشعر وزملائي المدربون بذات القدر من الفخر، ونحن سعداء جدًا بهذه النتائج التي جاءت نتيجة تكامل الكثير من الجهود، وفي هذا السياق أتقدم بجزيل الشكر إلى الشركة العُمانية للاتصالات عُمانتل على دعمهم الكبير للمواهب الرياضية الشابة ضمن برنامج الناشئين، كما أشكر وزارة التربية على تعاونهم ومشاركتهم رؤيتنا في بناء الرياضيين وبناء الكوادر الشابة من خلال الرياضة، ونأمل أن نواصل هذا التكامل الرائع في الجهود من أجل الوصول إلى إنجازات أكبر في المستقبل”.
تجدر الإشارة إلى أن عُمان للإبحار قد نظّمت معسكرًا تدريبيًا لبحّارة الليزر راديال والليزر ستاندرد لمدة ثلاثة أيام قبل انطلاق البطولة من أجل الاعتياد على مياه أبو ظبي ورياحها، وكذلك من أجل الاحتكاك بالمنافسين من الأندية الأخرى المشاركة وتبادل الخبرات معهم، واستثمر الفريق هذه الأيام الثلاثة كذلك من أجل تقييم الأداء ورسم الخطط للمشاركات القادمة.
ومن جهة أخرى، أشاد أحمد بن درويش البلوشي، أمين السر العام للاتحاد العماني للرياضة المدرسية بما أنجزه الأشبال وقال: “نبارك للأشبال هذا الإنجاز المشرف، والذي يعكس قدر الجهد والتفاني في التدريبات الرياضية. نحن نؤمن بأن النشاط الرياضي مكمل للتنمية البدنية والذهنية للطالب ولذلك نسعى دائما إلى دعم المشاركات الرياضية كهذه، ونشكر كل من ساهم في وصول هؤلاء الأشبال إلى هذه الإنجازات، ونتمنى لهم مزيداً من التفوق على الصعيدين الدراسي والرياضي، وفي تمثيل السلطنة خير تمثيل في المحافل الإقليمية والدولية”.
وأشاد البوسعيدي كذلك بالتنظيم الجيد للبطولة، وقال عن ذلك: “أشكر نادي أبو ظبي للرياضات الشراعية واليخوت على استضافتهم الكريمة وإتاحة الفرصة لنا للمنافسة وتبادل الخبرات مع البحّارة من دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين الشقيقة. وبعيدًا عن المنافسات رأينا تنظيمًا رائعًا، وروحًا رياضية وأخلاقًا عالية بين البحّارة من جميع الأندية، وضربوا مثالًا طيبًا للرياضي الناجح”.
شاركت عُمان للإبحار في فئة الأوبتمست بستة بحارة، وأحكموا قبضتهم على المركزين الأول الثاني والرابع في منافسة عدد كبير من البحّارة والخصوم بلغ عددهم 49 بحّارًا، حيث حصل محمد القاسمي على المركز الأول بفوزه في سباقين والمركز الثاني في السباق الثالث، وبعده العُماني المعتصم الفارسي في المركز الثاني، ثم المركز الرابع للعلاء العمراني، أما الثلاثة الآخرون فقد تألقوا في فئة صغار السن حيث أحرز أسامة الزدجالي المركز الأول، وبعده هيثم العريمي في المركز الثالث وإلياس الفضيلي في المركز الرابع.
وفي فئات الليزر التي تبدأ بالليزر 4.7 التي شاركت عُمان للإبحار فيها بخمسة بحّارة ضد 19 بحّارًا من الأندية الأخرى، وسيطر البحّار زكريا الوهابي على المركز الأول، وبعده عدنان المبسلي في المركز الثالث وحسين المنصوري في المركز الرابع، وبعدهم عبد الملك الهنائي في المركز التاسع وعبد المجيد الحسني في المركز العاشر.
وفي فئة الليزر ستاندرد التي شهدت منافسات بين 9 بحّارة، فاز البحّار حسين الجابري بالمركز الأول وبعده في المركز الثاني رفيقه أحمد الوهيبي. وأخيرًا فئة الليزر راديال التي شهدت المنافسات الأصعب والأقوى بين 15 بحّارًا، حيث أحرز البحّار العُماني مصعب الهادي المركز الثاني، وبعده في المركز الرابع أحمد البلوشي، ثم في المركز الحادي عشر هاشم الراشدي.
كانت نتائج هذه البطولة عُمانية بجدارة، ولكن بعيدًا عن المنافسات، كانت فرصة كذلك لصقل المهارات والاستعداد للمنافسات أكبر في المستقبل، وكذلك لبناء نماذج يُحتذى بها في المستقبل حيث إن حسين الجابري الفائز بفئة الليزر ستاندرد، وأحمد البلوشي الحائز على المركز الرابع في الليزر راديال هما مدربون في مدارس عُمان للإبحار، وكانت مشاركتهما في السباق بمثابة تجديد للمهارات وصقل لها، علاوة على رسم نموذج مشرف يحتذي به طلابهما في التدريبات. وعلى صعيد كانت فرصة أيضًا للحكم العُماني علي أمبوسعيدي لتعزيز رصيده من التحكيم الدولي، ومعه غالب المعمري من مدرسة المصنعة في لجنة التنظيم.