الشاعر هلال بن سيف الشيادي
مُذ جئتَ تمسك في عمان زماما
مدت يداك إلى القلوب سلاما
وعلوت تسبق كل نجمٍ لامعٍ
فأتتك تقتبس النجوم غراما
وحملت في يدك السلام فلا ترى
متجبرًا إلا انبريت حساما
رصّعت في بلدي الأمان زمردًا
حتى لبسنا أرضنا أختاما
ومضيت توقظ للطموح جناحه
وتسابق الآمال والأحلاما
وكأنك البدر المشع توثّبًا
وطموحنا يهفو لديك مراما
إيمانك الوضاء شعّ على المدى
فتزينت أنحاؤنا إسلاما
بيديك قرآن وقلبك رحمةٌ
عيناك عطف في الربوع ترامى
قابوس حيّتك الجبال جميعها
إذ لم تجد كشموخ هامك هاما
وتراك معجبةٌ عيونُ ترابنا
إذ سابقت أقدامك الإقداما
أكرمت هذي الأرض حين أتيتنا
ورفعتنا في العالمين كراما
ونراك ما بين الجلالة شامخًا
تسمو بتيجان الفخار مقاما
إن مرَّ ذكرك في حقول سطورنا
فاضت به كلماتنا أنساما
وإذا كتبتُك في القصيدة نغمةً
وقفت قوافي العاشقين قياما
كن أنت فينا في الصفوف أماما
إذ كان قلبك في عمان إماما
أيداك هاتيك التي جادت لنا
أم أن غيمًا في عمان تهامى
الأربعون وخمسها مرت بِنَا
عقدا على عنق الوجود تسامى
الأربعون وخمسُ كفك شيدت
وطنا وشعبا ماجدين عظاما
أعلنتَها إني سأعمل جاهدا
يا شعب فاسعد في الحياة دواما
فإذا بنا يزهو بِنَا مستقبلٌ
وزهت بك الأعوام عاما عاما
حتى العُماني الأبي إذا مشى
ألقت خطاه على التراب وساما
فخرًا تفيض حياته وسعادةً
لما غدت أحلامه أعلاما
من حولك الأرواح حلق نورها
حبًا وتجتمع القلوب وئاما
لم ندر ما معنى الخلاف ولم نكن
إلا لنمسح فرقة وخصاما
نحن الذين إذا ذكرنا في الورى
فاضت صحاف المادحين كلاما
حتى كتبنا للشعوب بأننا
نحن العمانيين نفح خزامى
تاريخنا شعّت رؤى جدرانه
فينا وأطرب ذكرها الأياما
عبرت على ورق الجلال قلاعنا
لما اعتلت بيد الهدى أقلاما
وأتيت يا قابوس فخر زماننا
فلنا الفخار معاصرين قدامى
دم سيدي ألقًا يبث سعادةً
فينا، ويمحو كربةً وظلاما