الشاعر أشرف العاصمي
ولــلقــلوب إذا مــا أبــحرت سـفنٌ
أخـرى وأشـرعةٌ تـنداح فـي الـشفـق
**
ولــلمـدى هـمهـمات لا يـبوح بـها
وللهيـــام بـــريـــقٌ لاح فـــي الأفــق
**
ولــلعــيون الـتي تـسبـي بـمقـلتـها
مــناظـر الأنـس بـين الـخَلْق والـخُلُق
**
وقـفت أتـلو هـنا مـن سفر ذاكرتي
لـيرتـوي مـاؤهـا الـمختوم من رمقي
**
والـليـل يـبحـر نـحو البرق مؤتزراً
جـُنح الـضيـاء يـناجـي نـجمة الغسق
**
والأرض تــبكــي بـكاءً لا أنـين لـه
حـتى غـدا الـبحـر مـرتاعًا من الغرق
**
والـبحـر لـما رآهـم مـطرقًا خسفت
مـــياهــه بــين صــحو الــمد والأرق
**
والـريـح تـعزف فوق الزهر أغنية
فـينـتشـي الـغصـن من إشراقة العبق
**
فـسرت أسـألـها عـمّا جـرى سـلفًـا
فغضّت الطرف عن ظلي وعن طرقي
**
مـاذا هُـناك أجـيبـي هـل هُـنا بُعثت
تـلك (الـعصـا) فـسعـت مـن آية الفلق
**
أم آل فـرعـون جاؤوا من مدائنهم
يـبغـون مـوسى عـلى أمـرٍ من القلق
**
قــالــت هـناك ملاذ الـحب مـسكـنه
عــلى( سـفيـنة نـوحٍ) مـوطـن الألـق
**
فـقلـت مـهلًا خُـذيـني عند ساحتها
( لأجـتلـي نـورهـا الـمذكـور في العلق)
**
هناك صغت أماني العمر فامتزجت
عـلى رؤاهـا بـقايـا الـشوق والـحُرَق
**
هــناك حــيث أراهــا غـادة قـبعـت
عـلى عـروش إبـاهـا يـرتـمي حـدقي
**
نـامـت عـلى راسـيات المجد هانئة
كــأنــما ابــتاعــت الأمــجاد بـالـورَق
**
يـا نـجمةً في سماء الكون مشرقةً
تـهوي إلى ضـوئها الأقمار في نسق
**
إلــيك أنــت أســوق الــيوم قـافـية
حــروفــها سـطرت بـالـتبـر والـورِق
**
فـلتـهنئي فـي مـدار الـعز شـامخة
يـا قِبـلة الـشمـس يا معشوقة الشفقِِِِِ