كلما شعّ جبينها بالطهر

أرشيف شبكة التأمل الإعلامية

نشر في: الإثنين,4 ديسمبر , 2017 10:00م

آخر تحديث: الإثنين,4 ديسمبر , 2017 10:00م

الشاعر أشرف العاصمي



ضياء
كالقناديل الجميلة ترحلين
وتمسحين
ظلامنا
والوجه ذاك الوجه
تعبث في مسارحه الشموس
***

روح تذوب
الآن تزرعها الطيور
الآن تصعد في السماء
تصافح الأبرار
ترقى
للبعيد
إلى مشيئته
بقرب منازل الرحمن
***

الله طهرها
بيضاء كالثلج
والقلب من ثلج
إذ فيه تسرح آيه العظمى
لكأنما تتلو
والله أسمعها
أصغي لأحرفها
ثم أجمع ما تبقى من صداها
***

لغة
سماء في تفردها
يا ضحكة مازلت أذكرها
مازلت أحفظ رنة الصوت البهي عذوبة .. مازلت ..
مازلت أركض خلفها كالطفل
والآن تركض في جنان الله
تنعم
ثم تهزأ بالدنى
يكفي
جبينك مشرقا يكفي ..
يا أنت يا ذات القناديل البهية
يكفي
مسيرك في عروقي
بل وأوردتي
***

نبضي توحد ثم غاب الآن منفردا
على كرسيه
في حضرة الذكرى
تذوب فواصل الأرواح
سيل من الأوجاع يهطل في ضلوعي
صار ينحتني
فأذبل
ثم أذبل
ثم أذبل كالزهور
حنانك ارحميني !
ليس هذا الكون ممتلئا يسليني !
تضيق بي الدهاليز المريضة
/ كل أروقة المكان
وكل زاوية تركت ظلك خلفها
يا ظل كل قصيدتي ..
***

تمضين في ليل
وداعك يخنق العبرات
إذ أنت نرجسة تفوح على المدى
عجبا ..
وضعوا عليها الطيب
هل يدرون
مملكة تسافر نحوها بالورد
تحضنها
/تضمخها بكل صفائها
وتميس فارهة
على غصن البنفسج وحدها !
عجبا ..
وضعوا عليها ثوب ما ظنوه يبهجها
ولو يدرون
كم حلل هناك الآن تلبسها !
أختاه
هل أخبرتنا
ماذا هنالك
ما يُعدّ
وما ترين ؟
وما وما ؟
***

أختاه
لن أبكي
فأنت نداؤنا العلوي
أنت حروفنا
والشدو
والتحنان
والأنغام
والنجوى
***

أختاه
سري
لن يبوح بصمته
فحدائقي أنت
وأنت خميلة الروح النقية
بالبياض الآن تتشحين
قلبا قالبا
ماذا أقول ؟
والله لو أحكي
مدادي
لن يجف
الآن يا حبري
ويا بحري الجميل
ويا دواويني
يا أنت
سيدة القصائد
في جبال الغيم أكتبها
فتنضح بالسماء
يا ليت لي حرفا فأعبده
أقدس سره
***

مازلت أذكر
سمرة الأطفال
حين يجتمعون
أنت
كنت حديثهم
أختاه طوبى ..
من تراهم أصبحوا صحبك ؟
وماذا الآن يا أختاه قولي
تفعلون ؟
وما الأحاديث التي تروونها ؟
وما قصص البراءة
ما وما ؟
***

أختاه عشت كبيرة
ما كانت الألعاب ترضي همتك
مازلت أذكر
عندما
أهديك كنت لذاك
تبتسمين
ثم أناولك
كان الكتاب
إذن يسمى لعبتك
***

أختاه
تبكيك العصافير الجميلة
عند طابور الصباح
وفي صفوف دراستك
تبكيك
كل سطور ما أمليت في كراستك
يبكيك
كرسي وحيد حينما يأتي
فيرقب مقدمك
***

أختاه
ما لغة الوداع ؟
الآن يهرب كل ضوء من حروفي
ينتمي للشمس
ملتصقا بما تحكيه بسمتك التي لو أمنح الدنيا لوجدتني بالروح أفدي بسمتك !
خبريني ..
من يداوي جرحي المحفور في كبدي
من يساوي حزنه حزني
وهل أنسى ؟
أواه لو أنسى !
***

يا نجمة كتبت عصور ضيائها
يا وهج حلم مدينتي
يكفي لتشعل في الورى أصداءها
يكفي لطيف سمائها تصغي جوارحنا
وهذا الكون ينصت كالمآذن حين يعلو صافيا شجو النداء ..
***

عامان بعد العشر من ذكرى
تنام بها تفاصيل الوجود على ضلوعي
لو كنت أدري
ما أزلت لحاظ عيني عن جفونك
ولما سهوت عن الحضور بفيء ذاتك والها ومتيّما
ولما رميت الآن كل قصائدي
سأصوغ
ما تملين
أنت الآن ملهمتي
وفاتحة الطريق إلى السماء
إلى الخلود
إلى أبدية بيضاء ناصعة
كما قد شاء ربك
فاصطفاك
***

أحاول سرد ذاكرتي
لتلتصق المشاهد بالحقيقة
ربما
أغفو على وجعي
فأكبر في عيونك !
إنني طفل تشرد عن حياض الحلم يسقيني الجفاف
كيف هذا الصيف ينضح ماءه،
ويعيد للصحراء أغنية الرمال ؟!
***

ما قصة الرمل
الذي منه ابتدأنا
ثم نرجع نحوه ؟
شئنا / أبينا
هكذا من دون أشلاء نبعثرها على أجسادنا
وبين الرملة الأولى
وتلك الرملة الأخرى
سبايا نحن ..
والأغلال تثقلنا
نخففها فتسقطنا
ونثقلها فتسقطنا
فنمضي وحدنا ..
يا رمل .. ما هذا العناء ؟
يا رمل .. ما هذا العناء ؟

شارك الآخرين:

إرسال
شارك
غرّد

تابعنا: