وجــعي يُسـافـرُ بـي إلى الإعـياءِ
ودمــي ســجيــنٌ لا يـجيـبُ نـدائي
**
إنـي غـريـبٌ فـي حـضوري غائبٌ
بئسَ الـحضـورُ إذ انـتفـت أسـمائي
**
عـبثـًا أعـيشُ على ظلالِ بيارقي
والـوهـنُ يـقطـعُ فـي وريـدِ بـقائي
**
إنــي أشــكُ..، بــأن لـي ظلاً هـنا
بــدنــي غــدا عــارًا عـلى أزيـائي
**
يـا نـائمـًا بـين الـضلـوع مـكبلًا
انـهض فـقد سـرقَ الـبُغاثُ سمائي
**
انـهض فـقد فُقئت عيونُ بصيرتي
ويــدي تُقــادُ إلى الــشفــيرِ الـنائي
**
هــم صـادروا حـرّيـتي فـتحـرروا
وأنـــــا ألـــــوكُ بــــغصةٍ أشلائي!
**
هـم غـرّبوا وهجي فأصبح سافرًا
فــستــرتُ وجـهي خـشيةَ الإغـراءِ
**
وفـصدتُ نـبضـي إذ بدا ليَّ عاتبًا
ودفـنتُ حـسّي فـي فضا ضوضائي
**
ولـبثـتُ ألـجمُ فـي المنابرِ أحرفي
حـتّى نـطقـتُ بـغيرِ صوتِ دمائي
**
مـاذا أقـولُ وقـد أضعتُ خرائطي
ونسفتُ ظهري في سبيلِ رجائي!
**
هــل يــدركُ الـزيـتونُ أنـي جـذرهُ
ووفــاؤهُ وأخــوهُ فــي الــنكــباءِ؟
**
هـل تـدركُ الـصحـراءُ أنـي ابـنُهـا
وإبــاؤهــا فـي صـيفِهـا وشـتائي؟!
**
هل يدركُ الوطنُ المبعثرُ في دمي
أنــي تــعبـتُ .. ولـن أبـيعَ ولائي؟
**
إنـي عـلى غـيرِ الـطريقِ مُسافرٌ
وجــعي يُســافـرُ بـي إلى الإعـياءِ