ألفٌ وباءٌ أحرفٌ تتوقّدُ
كل الجمال بحسنها يتأبجدُ
الضاد نورٌ، حين شع بيانها
من مطلع القرآن غار الفرقدُ
إني أتيه بكل فخر حينما
بسطورها يمضي يراعي ينشدُ
لغة العلا لغة الهدى لغة الندى
الدهر فوق خلودها يتوسدُ
يكفي بأنكِ في الجنان لسانها
وعلى لسانكِ قد أبان محمدُ
إن رنَّ حرف منك يبتهج المدى
والكون لحن صداك راح يرددُ
كلماتك الحسناء أغنية سرت
كل الذين تكلموا بك غردوا
إيقاعها سحر على ألبابنا
كل المعازف عندها تتبلدُ
ورَقي لجينٌ إن عبرتِ سطوره
وجميع أحرفك الحسان العسجدُ
فتغنجي اختالي وتيهي بيننا
لم لا؟! وأنت أميرةٌ تتفردُ
بك من غديرك قد سقيتُ خواطري
نعم الوعاءُ وأنت نعم الموردُ
يهمي سحابك في فدافد لهجتي
فتصير روضاتٍ لدي الفدفدُ
الشمس حين تطل في أوطاننا
وتراكِ كادت حيرة تتلبدُ
شمسان تجتمعان فوق بلادنا
وهي التي من ومض حرفك تُرفدُ
ضمي بضمتك الأنيسة مهجتي
ولتسكنيني في السكون أُمجّدُ
ولتفتحي لي باب فتحتك التي
نحو المعالي والجلال تمهِّدُ
وإذا انكسرتُ بخاطري فلتمنحيـ
ـني شهدَ كسرتك اللذيذ فأسعدُ
أنا لي محل فيك من إعرابنا
هو مجدك السامي وذاك السؤدُدُ
أنت الأمومة في فؤادك نلتقي
أنت الأرومة نعم هذا المحْتدُ
دومي إذًا نور الدنا وتألقي
ولنا بدار الخلد عندك موعدُ