خليليَّ ما للنفسِ هاج غرامُها
وعاودها نيرانُها واضطرامُها
أما آن أن نستبقيَ المهجةَ التي
عفا رسمُها وجداً وطال هيامها
أأحبابنا بِنتُم وأودعتم الحشا
سرائرَ وُدٍّ لا يطاق اكتتامُها
سريتم فما للقلبِ إلا احتراقه
وجُرتم فما للعين إلا انسجامها
فهلاّ رحمتم مغرماً بهواكم
سهير جفونٍ لم يزرها منامُها
إذا هبَّتِ النسماءُ من نحو أرضكم
تعاطيتها كالخمر إذ دار جامُها
صِلوني فإن الوصلَ من شِيم الوفا
فلي نفسُ صَبٍّ كاد يأتي حِمامها
وعودوا لما كنتم عليه من الصفا
وما فرصاتُ الدهر إلا اغتنامُها
أُحَمِّلُ نسماء الصباح إليكم
رسائلَ شوقٍ يُستهل انسجامها