العمانية-التأمل
تواصل وزارة الزراعة والثروة السمكية تنفيذ مشروع إنتاج وتوزيع 50 ألف شتلة من النارجيل وهو مشروع بحثي تنموي بدأ العمل به العام الماضي ويستمر خمس سنوات بهدف نشر الأصناف المتفوقة من الأصناف المستوردة من ساحل العاج بعد تقييمها وزراعتها بدلا من الأشجار المهملة وغير المنتجة لدى المزارعين.
ويقدر عدد أشجار النارجيل بمحافظة ظفار بحوالي 150 ألف نخلة مزروعة على مساحة تقدر بـ (1455 فدانا) حسب التعداد الزراعي (2012م -2013م)، وتنتج حوالي 7000 طن سنويا يصدر منها حوالي 1700 طن سنويا والباقي يستهلك محليا.
ويعد النارجيل المحصول التجاري الثاني بعد الموز في محافظة ظفار وينفرد بأهمية اقتصادية متميزة فهو مصدر دخل للمزارعين الذين يهتمون بزراعته ويحصدون ثماره على مدار العام.. فمن أشجاره يحصلون على الزيت وعلى الجذوع لبناء المنازل والقوارب وعلى الليف لصناعات نسيجية مختلفة.
وقد أولت وزارة الزراعة والثروة السمكية ممثلة في دائرة البحوث الزراعية والحيوانية بمحافظة ظفار اهتماما بالغاً بتطوير وتحسين محصول النارجيل من خلال توزيع أكثر من 27 ألف شتلة على المزارعين خلال الفترة من 1998 إلى 2017، وإنشاء مجمع حقلي وراثي بواقع 25 شتلة من كل صنف، وتوسيع القاعدة الوراثية له بإدخال أصناف جديدة، حيث توجد حاليا بمحطة البحوث الزراعية بصلالة أصناف مستوردة من سريلانكا.
والزائر لمحافظة ظفار لا بد أن يستوقفه هذا (النوع) من الفواكه لتناول شراب الثمرة واللب الداخلي للثمرة، فهو عنصر مهم للغذاء، ويمكن لهذا المحصول أن يساهم بقدر في دعم الاقتصاد الوطني إذا تم التوسع في إنتاجه وأتيح له فرص الاستثمار والتصدير.
النارجيل الاسم المستخدم لأشجار جوز الهند في السلطنة وهو أحد محاصيل الفاكهة المهمة الذي تنفرد محافظة ظفار بزراعته وإنتاجه على مستوى الوطن العربي لتوفر الظروف المناخية الملائمة ودرجات الحرارة المناسبة.
ويعتبر الصنف الطويل هو الصنف المحلي السائد في محافظة ظفار مما يعوق أحيانا بعض العمليات الفلاحية كالحصاد، والتقليم، ومكافحة الآفات الزراعية. وتنتشر أيضا بالمحافظة بعض الأصناف القصيرة والهجينة كالأصناف المستوردة من سريلانكا والتي تتميز عن الصنف المحلي بغزارة الإنتاج وقصر ارتفاعها مما يسهل الكثير من عمليات الحزمة الزراعية.
وتم إجراء عدد من الدراسات البحثية لتحسين الحزم الفلاحية لهذا المحصول من خلال إجراء دراسات حول الاحتياجات المائية والسمادية لهذا المحصول، وتم الخروج بعدد من التوصيات في هذا الجانب.
وفيما يتعلق بتوسيع القاعدة الوراثية، تم في عام 1983م استجلاب خمسة من الأصناف السريلانكية وهي (الصنف السريلانكي الأصفر القصير، الصنف السريلانكي الأحمر القصير، الكينج كوكونت، الصنف ماوا، والصنف الفلبيني القصير)، والتي تمتاز على الصنف المحلي بقصر قامة النخلة النسبي مما يسهل عمليات الحصاد والخدمة كمكافحة الآفات وخلافة، بالإضافة إلى تميز ماء ثمارها بمذاق أفضل. وفي عام 1988م، تم إدخال صنف النارجيل كريك 65 (CRIC 65) من سريلانكا. حيث يتميز هذا الصنف بغزارة الإنتاج وارتفاع المحتوى الداخلي للثمرة من اللحم الذي يستخدم لاستخراج الزيت أو في الصناعات الغذائية المختلفة.
كما قامت الوزارة بجمع وحفظ الأصناف المحلية الطويلة والمستوردة القصيرة، حيث تم جمع بذور عدد من الأصناف المزروعة بمزرعة محطة البحوث الزراعية بصلاله، وتم زراعتها في مجمع حقلي وراثي بواقع 25 شتلة من كل صنف.
وفي عام 2006م، تم اعتماد مشروع بحثي لمكافحة آفة حلم النارجيل بدعم من صندوق التنمية الزراعية والسمكية، والذي استمر خمس سنوات (2008م – 2012م)، بهدف إيجاد حزم متكاملة لمكافحة تلك الآفة.
تم إجراء مسح واخذ القياسات الخضرية والظاهرية للأصناف المحلية الطويلة المنتشرة زراعتها على طول الشريط الساحلي للمحافظة من ولاية طاقة شرقا وحتى مدينة عوقد بولاية صلاله غرباً. وقد تم أخذ القياسات لـ 175 شجرة جوز هند بشكل عشوائي من 10 مواقع مختارة موزعة على مختلف المزارع الممتدة على ذلك الشريط بهدف معرفة مدى التقارب والتشابه بين تلك الأصناف والأصناف العالمية الأخرى. كما تم تعريف عدد من العينات من خلال ارسالها إلى جهات خارجية.
وهناك العديد من الآفات مثل البق الدقيقي والفئران وخنفساء النارجيل الأسود وحلم النارجيل وغيرها والتي تؤثر على نمو وإنتاجية هذا المحصول وقد أولت المديرية هذا الأمر اهتمامًا بالغا حيث تم مكافحة حشرة خنفساء النارجيل السوداء عن طريق المكافحة الحيوية وتم تخفيض أعداد هذه الآفة إلى ما دون الفرز الاقتصادي الحرج الذي لا يتطلب معه أية مكافحة.