نحو ميثاق أخلاقي لرسالة المثقف

أرشيف شبكة التأمل الإعلامية

نشر في: الإثنين,13 فبراير , 2017 2:57م

آخر تحديث: الإثنين,13 فبراير , 2017 2:57م

[vc_row][vc_column][vc_single_image image=”5144″ img_size=”full” alignment=”center” style=”vc_box_circle_2″][vc_custom_heading text=”د.رجب العويسي” font_container=”tag:h4|text_align:center” use_theme_fonts=”yes”][vc_column_text]

تطرح رسالة المثقف اليوم حوارات عدة، في علاقة المثقف بالأمن ، والسياسة، والتطوير والوعي الاجتماعي، ومن هو المثقف، وخصوصية هذه الرسالة التي يحملها، ودوره في منظومة الوعي الاجتماعي وتعزيز الوحدة الوطنية، ومستوى التأثير الذي يحدثه في فكر الأجيال، وكيفية التعاطي مع معطيات الواقع ومستجداته المتنوعة، ومستوى القبول الاجتماعي لأطروحاته ومرئياته، في ظل بروز بعض التوجهات الفكرية التي قد تتناقض مع المبادئ الوطنية، كيف يقرأ المثقف ثقافة وطنه وسياسة بلاده، ومنطلقه في التعامل مع التحديات ذات العلاقة بمنظومة الهوية والقيم والأخلاقيات والخصوصيات، وثقافة الاستهلاك المعرفي، وآلية استغلال الموارد، وسلوك النقد، وحالات الاعجاب السلبي، والتعصب الفكري لدى البعض، والاشاعة، والابتزاز الالكتروني، واستغلال البعض للفضاءات الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي في الاساءة والاعابة، أو محاولة تشويه صورة المنجز الوطني في ذهن الشباب وتفكيره، والأدوات التي يمتلكها في التعامل مصادر المعرفة المتطورة ومستوى اهتمامه بالثقافة الالكترونية والفضاءات المفتوحة، وما إذا كان يمتلك مشروعا حضاريا يعزز من البناء الفكري للأجيال وتطلعاته نحو القراءة والكتاب والمعرفة الحدسية، وتعاطيه مع المنجز الثقافي الوطني، وتقييمه لأولويات الشباب واحتياجاتهم الثقافية وغيرها، وقوةارتباطه بموجهات العمل الوطني، وإدراكه لرؤية المؤسسات، وامتلاكه رؤية تحليلية واعية قادرة على إيجاد بدائل مستدامة في التعامل معقضايا التشغيل والتعمين والباحثين عن عمل والأيدي العاملة الوافدة، ودوره في تكوين اتجاهات ايجابية في سلوك المتابعين والأجيال، ومستوى تعاطيه مع التطوير في التعليم والسياحة والمهرجانات والثقافة وحوار الثقافات والايام الثقافية العمانية ومنظومة السلام العالمي، ونظرته للخطاب الديني وتقييمه لآلياته، وقراءته للبحث العلمي والكراسي العملية، ومنظومة القوانين، وأسس التقنين المؤسسية، وتوظيفه مؤشرات الأداء والتحليلات الاقتصادية للمشروعات التنموية، في تعزيز وعي المواطن بمسؤولياته نحو الترشيد في الإنفاق والتوازن الاستهلاكي والانتاجية، وتفاعله مع رسالة الاعلام العماني، ومفهومه لحرية الصحافة، وما يثره من هاجس الخوف والقلق لدى الأجيال في استحقاقات رسالة المثقف وآلية التعامل مع منطلقاتها الفكرية، وما قدمته الفضاءات الالكترونية وشبكات التواصل من فرص أكبر لتداول هذه الأفكار ورصد هذه القناعات.
عليه فإن هذه الحوارات والنقاشات، منطلقات يمكن خلالها تقنين رسالة المثقف، وما يتبناه من رؤى وأفكار ومبادرات وتوجهات، ويرسمه من سياسات وأطر عمل في التنمية والتطوير، ويؤمن به من ثقافة الاعتدال والتوازن والذوق والتألق في تناول القضايا الفكرية والاجتماعية، وعمق الأسلوب في طرحه لقضايا الشباب، والتوجيه الذي يقدمه لهم في طريقة حصولهم على حقوقهم بأسلوب يعكس معاني الالتزام والاحترام والذوق وتقدير المنجز المؤسسي، وتعاطيه مع ثقافة الآخر المختلف، والتزامه منهج التحليل والرصد واستخلاص المؤشرات في تناوله لأجندة عمل المؤسسات، في ظل رسالة إنسانية أخلاقية راقية تتعايش مع المؤتلف الإنساني والمشترك القيمي، وتتناغم مع بيئات وثقافات وأفكار ومنهجيات وأنظمة وأفراد وقناعات ومنظومات إدارية مؤسسية، وهو ما يستدعي إيجاد ميثاق أخلاقي لرسالة المثقف، يستلهم من سياسات الدولة الداخلية والخارجية ورؤيتها في بناء الإنسان، وأخلاقيات الثقافة العمانية وذاكرتها الحضارية الماجدة، ورسالة الاعلام العماني وحقوق الإنسان والحريات موجهات عمله، منطلقة من تحديد البنية المفاهيمية لرسالة المثقف في عمان، تضع له الأطر العامة والمحددات المعززة لدوره، وموقعه في منظومة العمل الاجتماعي، وواجباته ومسؤولياته وعلاقته بمنظومة التنمية والسياسة والاقتصاد والأمن، ودوره في، بناء مساحات الحوار، ونقل رسالة السلام وفرص التثاقف مع الذات والآخر، وإزالة الشكوك والأوهام والتناقضات الفكرية التي بدت ظاهرة لدى الشباب في تعاطي المثقف مع الحداثة والتطوير والتجديد والتنظير والممارسة، إن وجود هذا الميثاق من شأنه أن يعزز فرص التحرك والمرونة في فهم طبيعة الدور المأمول منه، وتعدد الأدوات التي يمكن أن يستخدمها في نقل رسالته، وضبط مسارات عمله بشكل يتناغم مع رؤية التطوير وفلسفة العمل الاجتماعي، وتعزيز فرص البحث عن بدائل وخيارات أوسع لمعالجة تحديات الشباب، وترسيخ ثقافة المسؤولية الاجتماعية وصناعة القدوات، ويبقى أهمية حضوره المستمر في إثراء رسالة الاعلام الرقمي منه والسمعي والبصري، بفكره الخلاق وكلمته الصادقة وثقافته الواعية وسلاسة منهجيته، ومداخلاته الرصينة، وقدرته على صياغة ملامحها وإدارة حواراتها وتهذيب محتواها بأسلوب يحمل الأمل والتفاؤل ويبني في الأجيال قيم الثقة والمسؤولية؛ فإن ضبط هذا المسار وإدارة حلقاته وتوجيه بوصلته، وتهذيب شخصية المثقف عبر صقلها بالخبرة والتجربة والممارسة والتدريب، خير طريق يجنبه مسالك الزلل ويقيه مساوئ العثرة.

شارك الآخرين:

إرسال
شارك
غرّد

تابعنا: