في عام 2013، نشر المصور البريطاني، جيمي نيلسون، دراسة مركزة له في كتاب مؤلف من 400 صفحة بعنوان “Before they Pass Away”. وقام المصور بالتقاط الصور لشخصيات في أكثر الأماكن بعدًا، لتسليط الضوء على أسلوب حياة الثقافات المختلفة.
أما عن مصدر إلهامه، فقال المصور لـموقع “Popular photography” إن مصدر الإلهام “كان سهلًا جدًا”، إذ تمحور حول “أيقونة الثقافات والقبائل الهشة والنائية”، للنظر إليها بالطريقة التي عادة ما ينظر فيها الناس إلى أنفسهم”.
ويُذكر، أن نيلسون قد باع أكثر من 250 ألف نسخة من كتابه، إذ بيعت النسخ في مواقع مختلفة من حول العالم بعشرات الآلاف من دولارات، ولكن ذلك لا يعني أنها لم تواجه في الآن ذاته بعضًا من الانتقادات، إذ قال الناشط ومدير مجموعة “Survival International”، ستيفين كوري، في مقال نشره في مجلة “Truthout”، إن “ادعاءات نيلسون” حول كون كتابه “السجل الإثنوغرافي الذي لا يمكن الاستغناء عنه لعالم يختفي سريعًا يعتبر خاطئًا من كل زاوية”.
ورأى كوري أن العمل مجرد “خيال مصور لا يرتبط إلا بقدر ضئيل، بكيفية ظهور هؤلاء الأشخاص الآن أو كيفية ظهورهم في الماضي”.
بدوره، نظم نيكسيواكا ياواناوا، موظف تابع لإحدى شركات “ٍSurvaival International” مظاهرة خارج موقع العرض في معرض “Atlas” في لندن، كما قال المتحدث باسم قبيلة يانومامي، دافي كوبيناوا، للمؤسسة: “هذا الرجل يريد دفع أفكاره الخاصة على الصورة، ويريد فعل ما يحلو له بالسكان الأصليين”.
وعاد نيلسون بمشروع جديد بعنوان “Homage to Humanity”، الذي يتضمن صورًا جديدة التقطت للسكان الأصليين حول العالم، من صربيا إلى جنوب السودان، حيث أقام المصور لأسابيع عدة مع قبائل في بقاع مختلفة من العالم.
وقال نيلسون إن مشروع “Before they pass away” أشعل نوعًا من ردود الفعل الإيجابية، ولكنه كان أيضًا مصدرًا لمناقشات ساخنة”، إذ رأى بأنه واجه نوعًا من عدم “الفهم” في العالم حول ما كان يسعى إلى فعله، من خلال تصنيفه كمصور صحفي أو عالم أنثروبولوجيا، وهي عبارات لا يحبها.
ولفت نيلسون إلى أنه كان يعتقد أن دافعه يتمركز حول مهمة الاعتراف وتوثيق الثقافات التي تسقط بعيدًا على أطراف العالم البشري الذي تتزايد فيه العولمة، إلا أنه أدرك لاحقًا بأن الهدف هو شيء أكثر تعقيدًا، ويرتبط بالاعتداء الجنسي الذي قال إنه عانى منه وهو طفل في المدرسة.
وتعامل المصور مع هذه الصدمة بشكل خاص دون أن يكون قادرًا على فهمها تمامًا، فقد كانت صوره عن المجتمعات الأصلية أسلوبًا إلزاميًا للعلاج الذاتي، على حد تعبيره، إذ لفت إلى أن صدمة كهذه قد تجعل الشخص يكره نفسه وجسده، مما دفعه إلى اختيار التعاطف مع الأشخاص الذين كان يحس بأنهم لا يحكموا عليه.