مسنون من شتى بقاع العالم، امتلأت محياهم بالشيب، وتجعدت وجنتاهم، بعضهم على كرسي متحرك، والآخر متكئ على عصاته، لم يمنعهم تقدم العمر، ليشدوا العزم في قطع المسافات الطويلة وتحمل عناء السفر، والوصول إلى البلاد الطاهرة لأداء مناسك الحج، حينها رسموا اليوم مشاهد هي الأبرز واللافت بين طرقات مشعر منى.
هؤلاء المسنون، بعدما بلغوا من الكبر عتيًا، ثارت في دواخلهم الدهشة، وبعضهم لم يصدق أنه بين جنبات مشاعر الحج، وعلى أرض مكة المباركة.
الحاج عبدالعليم، عبر بقوله: “الحمد لله رب العالمين، وصلت منى بعد سنين طويلة، فهاهو حلم العمر يتحقق اليوم، بعد أن تجاوزت السبعين من عمري، ولم أعد أقوى على المشي لإصابتي بخشونة في الركبتين، الأمر الذي جعلني على كرسي متحرك”.
بينما الحاج محمد القادم من الهند يقول: “بلغت من العمر 82 عاما، ولم أستطع الحج طوال عمري، لتسمح ظروفي المالية القيام بالحج هذا العام، رغم ما أعانيه من أمراض الشيخوخة واعتلالات صحية، وفرحتي اليوم لا توصف حين وصولي إلى مشعر مبنى لأشهد يوم التروية”.
أما الحاجة نورية فتقول: “لم يبق من العمر أكثر مما مضى، وهنا اليوم أتحمل كل المعاناة والمشقة لأقوم بفريضة الحج، وأسال الله القدير أن يعينني على إتمام مناسك الحج وأنا بأفضل حال”.
بينما الحاج مصطفى ياور، ذو التسعين عامًا، يبين أنه ظل يحلم طيلة حياته بأداء فريضة الحج وزيارة الأماكن المقدسة، يقول: “لم تمسح الظروف طوال الأعوام الماضية بقيامه أداء مناسك الحج، وهذا العام كان نصيبي أن أكون هنا مع أفواج الحجيج”.