أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) إدراج أربعة عناصر جديدة من المنطقة العربية ضمن قوائم التراث الثقافي غير المادي للبشرية، وذلك عقب نيل طلبات الإدراج موافقة أعضاء اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي، والتي تعقد اجتماعها السنوي في العاصمة الكولومبية بوغوتا في الفترة بين 9 و14 ديسمبر/كانون الأول الحالي.
وغردت منظمة اليونسكو في حسابها بتويتر مهنئة الدول العربية صاحبة طلبات الإدراج، ويتعلق الأمر بنخيل التمر وما يتصل به من معارف ومهارات وتقاليد وممارسات. والضيافة وتوفير الخدمات أثناء زيارة الأربعين لمرقد الحسين في مدينة كربلاء العراقية، والوردة الشامية وما يتصل بها من ممارسات وصناعات حرفية في قرية المراح في ريف دمشق.
كما أدرجت ضمن قوائم اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للبشرية موسيقى كناوة بعد طلب من الحكومة المغربية.
🔴 خبر عاجل
إدراج عنصر الضيافة وتوفير الخدمات خلال زيارة الأربعين في القائمة التمثيلية لـ #التراث_الثقافي_غير_المادي للبشرية!
تهانينا لـ #العراق 🇮🇶! 👏👏
ℹ️ https://t.co/fefQWb7swe #14com pic.twitter.com/tAk6KkmP0S
— اليونسكو (@UNESCOarabic) December 12, 2019
وتقدمت بطلب إدراج عنصر نخيل التمر 14 دول عربية، هي:
البحرين ومصر والعراق والأردن والكويت وموريتانيا والمغرب وسلطنة عمان وفلسطين والسعودية والسودان وتونس والإمارات واليمن.
في حين جاء إدراج عناصر الضيافة وتوفير الخدمات لزوار مرقد الحسين في ذكرى أربعينية مقتله بعد طلب من الحكومة العراقية، وتمت الموافقة على إدراج الوردة الشامية، وما يتصل بها من ممارسات وطقوس استجابة لطلب من الحكومة السورية.
🔴 خبر عاجل
إدراج عنصر نخيل التمر، المعارف والمهارات والتقاليد والممارسات، في القائمة التمثيلية لـ #التراث_الثقافي_غير_المادي للبشرية!
مبروك 🇧🇭🇪🇬🇮🇶 🇯🇴🇰🇼🇲🇷🇲🇦🇴🇲🇵🇸🇸🇦🇸🇩🇦🇪🇹🇳🇾🇪! 👏👏
ℹ️ https://t.co/fefQWb7swe #14com pic.twitter.com/Q7gUoh37vt
— اليونسكو (@UNESCOarabic) December 11, 2019
وفي ما يلي نبذة عن كل عنصر من العناصر المدرجة ضمن قوائم التراث الإنساني غير المادي:
الوردة الشامية
تمتد زراعة الوردة الشامية أو الوردة الدمشقية في بلدة المراح في ريف دمشق على مدى آلاف السنين، وهي من الممارسات التي تناقلتها الأجيال المتعاقبة، والتي تشترك فيها كافة أفراد العائلة في مختلف المراحل، سواء في الزراعة أو الحصاد أو تحضير المنتجات النهائية المستخلصة من الوردة الشامية مثل ماء الورد، والزيت العطري، والمواد التجميلية والمنتجات الدوائية.
وتترافق زراعة وحصاد الوردة الشامية مع طقوس فنية شعبية مثل الأهازيج التي تتغنى بالوردة.
نخيل التمر
وتحتل النخلة مكانة مميزة منذ قرون طويلة لاعتبارات ثقافية واقتصادية واجتماعية ودينية؛ فهي تعطي التمر ذا القيمة الغذائية العالية، فضلًا عن الاستخدامات المرتبطة بسعف النخيل، مثل صنع بعض الهدايا والأثاث المنزلي، كما يتم استغلال لب جذع النخيل في استخدامات غذائية وطبية.
كما يتم استخراج العديد من المنتجات من التمر، مثل الدبس والمربى والحلوى وغيرها، وتقام الكثير من المهرجانات في الدول العربية والإسلامية عقب انتهاء مواسم حصاد التمور.
ويرتبط الإنسان في المنطقة بعلاقة قوية مع نخيل التمر من ناحية رمزيتها الثقافية وفوائدها الغذائية وعوائدها الاقتصادية، وراكمت الشعوب الكثير من المعارف والممارسات المتعلقة بالزراعة والحصاد والتسويق، وإنتاج مواد مشتقة من هذه التمور باختلاف أنواعها.
زيارة الأربعين
يتطوع آلاف العراقيين من مختلف الأعمار لتوفير الخدمة والضيافة لملايين الشيعة القادمين من مدن عراقية عديدة ومن خارج البلاد للمشاركة في إحياء ذكرى مرور أربعين يومًا على مقتل الحسين، الذي يتزامن مع العاشر من شهر محرم، وذلك بتوفير خدمات المأوى والمأكل والمشرب، وأماكن الصلاة والخدمات الطبية وتنظيف الملابس وإرشاد زوار المرقد في مدينة كربلاء (جنوبي العراق).
والحسين بن علي هو حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزيارة الأربعين تخلد مرور أربعين يومًا على وفاته في معركة كربلاء، التي وقعت عام 61 هجرية (680 ميلادية).
موسيقى كناوة
ترجع أصول موسيقى كناوة إلى مناطق في أفريقيا جنوب الصحراء، وترتبط بتاريخ الرق في القارة السمراء، ويمتد تاريخ هذا الفن التراثي المنتشر في المغرب إلى القرن 16.
ويمتاز فنانو كناوة، الذين يغنون باللغتين العربية والأمازيغية، بلباسهم المميز ورقصاتهم الفردية والجماعية وإيقاعاتهم الخاصة، وتؤدي فرق كناوة أغانيها المختلفة في مناسبات عديدة، مثل:
الأعراس، والمهرجانات الفنية، ومواسم الأولياء وغيرها.
وانتقل هذا التراث الموسيقي من الطابع المحلي إلى العالمية عن طريق مهرجان كناوة الدولي، الذي يقام كل صيف في مدينة الصويرة المغربية.
تجدر الإشارة إلى أن وضع قوائم اليونسكو وإدراج عناصر جديدة فيها كل سنة يأتي تنفيذا لاتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي الموقعة عام 2003.
وترمي هذه الاتفاقية إلى حماية الممارسات الثقافية أو أشكال التعبير الثقافي الحية الموروثة من السلف إلى الخلف، مثل أشكال التعبير الشفهي وفنون وتقاليد أداء العروض والممارسات الاجتماعية والطقوس والاحتفالات والمعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون والمهارات المرتبطة بالفنون الحرفية التقليدية.