Notice: Function _load_textdomain_just_in_time was called incorrectly. Translation loading for the wp-hide-security-enhancer domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. Please see Debugging in WordPress for more information. (This message was added in version 6.7.0.) in /home/tamol01/public_html/archive/wp-includes/functions.php on line 6114
كيف أسرت الفراشات الشعراء والرسامين على مر العصور؟ - أرشيف شبكة التأمل الإعلامية

كيف أسرت الفراشات الشعراء والرسامين على مر العصور؟

أرشيف شبكة التأمل الإعلامية

نشر في: الثلاثاء,24 ديسمبر , 2019 10:03ص

آخر تحديث: الثلاثاء,24 ديسمبر , 2019 10:03ص

بالنسبة للقارئ العربي، فقد تكون قصيدة “أثر الفراشة” للشاعر الفلسطيني محمود درويش هي أشهر ما أتى في مدح الفراشات. مع ذلك، فإن ذلك المخلوق الرقيق لم يأسر خيال محمود درويش وحده، بل أسر عددًا ضخمًا من الشعراء والرسامين منذ العصور القديمة حتى اليوم.

فقد حظيت تلك الكائنات الرقيقة باهتمام واسع منذ فجر التاريخ، بالتحديد في طيبة القديمة (الأقصر الآن) في مصر. فمنذ عام 1350 قبل الميلاد، ظهرت الفراشات في الفنون الفرعونية على جدران المقابر في مصر القديمة.

أعظم اللوحات

ففي مقبرة باسم “نب آمون” -التي تم اكتشافها عام 1820- وهو كاتب إحصاء الحبوب في مجمع المعابد بطيبة، وجد المستكشف البريطاني جيوفاني أثاناسي عددًا من اللوحات لنب آمون في قارب مع زوجته وابنته يصطاد الطيور والفراشات.

وتعتبر لوحات المقبرة المعروضة الآن في المتحف البريطاني في لندن “أعظم اللوحات الباقية من مصر القديمة على الإطلاق” على حد وصف إدارة المتحف. فقد كانت الجدران مزينة بالحياة وقد حفظت بدقة حتى تكاد تكون بكامل حالتها الأصلية.

في العصور الوسطى، وبالتحديد في عصر الإحياء والنهضة، حلقت الفراشات في عدد ضخم من لوحات عمالقة الرسم أمثال الهولندي بالتاسار فان در آست (Balthasar van der Ast) الذي عاش في الفترة من 1593 حتى 1657.

لوحة للفنان بالتاسار فان در آست

وقد تخصص در آست في رسم الفراشات بالذات مع الزهور والفاكهة. ونرى أن لوحاته جمعت بين الزهور والفراشات مع تمثيل دقيق لشكل الفراشات وتشريحها وألوانها. حتى أن لوحاته يُعتمد عليها اليوم لمعرفة أنواع وفصائل الفراشات التي كانت موجودة في عصره.

كذلك حلت الفراشات في عدد ضخم من لوحات القرنين 19 والعشرين؛ مثل لوحات الرسام الألماني شتاينر جوزيف والإسباني سلفادور دالي. فالأول بزغ نجمه في القرن 19 بسبب مهارته في رسم مواضيع الطبيعة الحية، والثاني هو أحد رواد المدرسة السريالية الذي قلب كافة المعاني رأسًا على عقب.

ونرى في لوحاتهم محورية وجود الفراشات بشكليها الواقعي والرمزي حيث تتجاوز اللوحات هنا البعد الفيزيائي، وتتمثل بشكلها العاطفي الرومانسي الحالم والرمزي أيضًا. على المستوى الواقعي، هي مخلوق خفيف يحلق أينما شاء. وعلى المستوى الرمزي، هي تعبير رمزي عن الرقة والفرح وخفة الوجود.

الفراشات في لوحات سلفادور دالي 

التغيير جوهر الحياة

لعل أكثر ما فتن الرسامين والشعراء في رسم أو مدح الفراشات كان قصة تلك الحشرات الطائرة نفسها. فالفراشة إحدى أكثر وأبسط المخلوقات تعبيرًا عن جوهر الوجود، وهو التغير. فالفراشة مِن شرنقة غير جميلة تشق طريقها نحو الخارج لتخرج للعالم في منتهى البهاء والجمال، يقول محمود درويش:

“أثر الفراشة لا يرى

أثر الفراشة لا يزول

هو جاذبية غامض

يستدرج المعنى، ويرحل

حين يتضح السبيل

هو خفة الأبدي في اليومي

أشواق إلى أعلى

وإشراق جميل..”

بالإضافة لدرويش، نرى أن الفراشة حلقت في قصائد عدد ضخم من الشعراء. منهم على سبيل المثال لا الحصر الشاعر الإنجليزي وليام وردزورث في قصيدته الشهيرة “إلى فراشة، مرة أخرى” حيث يقول “أيتها الفراشة الصغيرة، تعالي عندما تشائين، حطي هنا دون خوف، على الغصن بالقرب منا، لنتحدث معاً عن الشمس، عن الشكاوى، عن أيام طفولتنا الحلوة، عن أيام الصيف الخوالي”.

كذلك كانت الفراشات عنوان قصائد عدة لشعراء عرب منهم أحمد مطر الذي كتب “مذهب الفراشة” وقصيدة إيليا أبو ماضي “الفراشة المحتضرة” ومحمد الماغوط “مشروع فراشة” وإبراهيم ناجي “الفراشة” وسوزان عليوان “الفراشة”.

الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فقد اعتقد الرومان أن الروح فراشة جميلة، وأنه عندما يحين موعد خروج الروح من الجسد تخرج فراشة من فم الإنسان. ونفس المعتقد كان سائدا في اليابان حيث اعتبرت الفراشات أرواح البشر.

وهكذا، نرى أن تلك المخلوقات الرقيقة حلقت على مر العصور في عدد لا حصر له من اللوحات والقصائد والأساطير بكافة ألوانها ومعانيها الواقعية والرمزية. وزينت مئات آلاف القطع الفنية من مجوهرات ومزهريات وتحف فنية.

شارك الآخرين:

إرسال
شارك
غرّد

تابعنا: