Notice: Function _load_textdomain_just_in_time was called incorrectly. Translation loading for the wp-hide-security-enhancer domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. Please see Debugging in WordPress for more information. (This message was added in version 6.7.0.) in /home/tamol01/public_html/archive/wp-includes/functions.php on line 6114
على خطى جيوش المغول.. كيف انتقلت الأوبئة من الصين إلى العالم؟ - أرشيف شبكة التأمل الإعلامية

على خطى جيوش المغول.. كيف انتقلت الأوبئة من الصين إلى العالم؟

أرشيف شبكة التأمل الإعلامية

نشر في: الجمعة,14 فبراير , 2020 6:18م

آخر تحديث: الجمعة,14 فبراير , 2020 9:34ص

جاء في مدونة “التاريخ المتحرك” بصحيفة “ليبراسيون” الفرنسية أن فيروس كورونا الذي يشل الصين حاليا وينشر الذعر في العالم، ليس سوى حلقة من سلسلة تذكّر بالمملكة الوسطى وشياطينها الصحية، لأن الصين وجيرانها يشكلون المهد التاريخي للأوبئة التي ميزت تاريخ العالم منذ العصور القديمة.

وقالت المدونة التي تحمل توقيع الأكاديمي الفرنسي جيل فاني، إن الأصل المبكر للزراعة المكثفة منذ العصر الحجري الحديث في شرق آسيا ظل منشأ الأوبئة التي تنجم عن الحيوانات الأليفة، في حين ظلت أفريقيا -بلاد الغابات- بيئة للأمراض التي تنجم عن الحيوانات البرية، وخاصة الأمراض التي تنقلها الحشرات كالقراد والبعوض.

وحسب جيل فاني فإن 50 مليون شخص تأثروا في السنوات الخمس الأولى من القرن الحادي والعشرين بهذه الأمراض، وتوفي قرابة 50 ألف شخص، وإن كان هذا الرقم -بالنسبة لعالم المناخ إريك لامبين- “متواضعا بالمقارنة مع 15 مليون حالة وفاة سنوية مرتبطة بالأمراض المعدية التقليدية”.

اللقاحات والمضدات الحيوية ليست سوى بدائل مؤقتة للقضاء على الفيروسات 

خلطة جهنمية

تساءل المدون عن هذه الجغرافيا الآسيوية من الفيروسات والبكتيريا، وعن كون الطاعون وأنواع الإنفلونزا من أصل آسيوي، باستثناء إنفلونزا الخنازير المكسيكية عام 2009، ليرد بأن الفرضية الأكثر منطقية هي أن الزراعة المتعددة تمزج بين البط والدجاج والخنازير والأسماك في مناطق ذات كثافة سكانية عالية، وبالتالي تصنع هذه الخزانات من الإنفلونزا.

وأوضح أنه في هذه الحالة تتغذى الطيور على بقايا خلفتها الخنازير، وتنتشر فضلات البط في أحواض الأسماك، وبالتالي فإن الإنسان الذي يتغذى على هذه الأنواع الثلاثة يكون على اتصال مع فضلاتها ويشرب الماء الذي تلوث بها.

فإذا جاءت الإنفلونزا من أصل الطيور فذلك لأن الدجاج اختلط بهذه السلسلة الجهنمية في حقول الأرز التي زارتها قطعان البط.

في آسيا، تضاعفت الزراعة المكثفة بأكثر من عشر مرات منذ العام 2000، وذلك بفضل الزراعة الضخمة المحيطة بالمناطق الحضرية، حيث توجد مئات الملايين من الحيوانات التي تعاني من نقص المناعة وتلوث بسوائلها المياه الجارية، وبتصدير منتجات اللحوم منها خارج آسيا تنتشر الجراثيم في جميع أنحاء العالم، حسب تصور المدون.

يتساءل المدون عن كيفية محاربة هذه النماذج الصناعية والقضاء عليها، ليرد بأن اللقاحات والمضادات الحيوية ليست سوى بدائل مؤقتة، خاصة أن العولمة اليوم تسرع انتشار الفيروسات والبكتيريا بين البشر المعرضين لمسببات الأمراض غير المعروفة التي ليسوا محصنين ضدها.

ملايين الحيوانات تعاني من نقص المناعة بسبب الزراعة المتعددة 

انتشار متسارع

يمكن تتبع هذه الأمراض -حسب المدون- من خلال تحديد الثغرات التي تمر من خلالها، كالفقر ونقص النظافة وكثافة القطعان وتنقلها، وتغير المناخ الذي يعطل استخدام الأراضي.

وقال المدون إننا نعيش مع أكثر من 1400 من مسببات الأمراض المعروفة التي تسبب أمراضا بشرية محددة. وأضاف أن ثلاثة أرباع الأمراض الحيوانية تأتي من الحيوانات البرية، حيث انتقلت هذه الميكروبات عن طريق الفيروسات أو البكتيريا أو الطفيليات ذات الأصل الحيواني المتكيفة مع الكائن البشري بسبب الطفرات الوراثية، في قفزة بيولوجية بفضل اختلاطها بالحيوانات، إلا أن ربعها هو الذي ينتقل من إنسان إلى إنسان، والباقي ينتقل من الحيوان فقط إلى الإنسان كالكلب مثلا.

أما الحيوانات التي تأتي منها هذه الفيروسات فهي –حسب المدون- كالتالي: تأتي الحصبة من الماشية والإنفلونزا من الخنازير والبط، والسعال الديكي من الخنازير والكلاب، وحمى لاسا من القوارض، والإيدز وحمى إيبولا من الشمبانزي، ومتلازمة الجهاز التنفسي الحادة كالسارس والفيروس التاجي الحالي من الخفافيش، وداء الكلب من الخفافيش والثعالب والكلاب.

وكشفت الدراسة العلمية لمساكن الحيوانات البرية والممارسات الزراعية والتحضر أن الفاتورة البيئية كانت باهظة، غير أن الأسوأ يتمثل في أن آثار التقدم في علم الأحياء ألغاها التطور الاقتصادي الحالي المتفاقم الذي يعيد تنشيط ظهور الأوبئة وتواترها، حسب المدون.

الفقر وقلة النظافة وكثافة القطعان بيئة مثالية لانتشار الأمراض 

أول سلاح جرثومي

خلال الأسبوع الأول من فبراير/شباط الجاري، تم احتجاز 56 مليون شخص في منازلهم بإقليم هوبي الصيني، مركز وباء كورونا الجديد الغامض المعدي للغاية، ولكنه أقل فتكا من مرض السارس عام 2003.

ويرى المدون أن هذا ليس غريبا، لأن الصين -التي لا تزال مهد أوبئة العالم- أصبحت تملك خطوط سكة حديد عالية السرعة طولها 33 ألف كلم، مع حركة جوية تضاعفت عشر مرات منذ العام 2000، وانفجار في السياحة بمناسبة السنة القمرية الجديدة، دون أن ننسى 150 مليون سائح عبروا الحدود عام 2019.

وأشار المدون إلى ما أورده المؤرخ جوليان لوازو في “الأطلس العالمي” من أن انتشار الطاعون في أوروبا خلال القرن الرابع عشر كان عبر إقليم هوبي الصيني الذي اعتبره بؤرة للوباء الذي أصاب أوروبا عام 1348.

وقال إن الميكروب المسؤول عن الطاعون جاء على خطى الجيوش المغولية التي سيطرت على الشرق الأوسط، ثم حملت العدوى عام 1346 إلى سكان مركز جنوى التجاري برمي المدينة المحاصرة بجثث الجنود الذين ماتوا من المرض بالمنجنيق، في أول استخدام لسلاح بكتريولوجي.

وبعد ذلك كانت الفاجعة كبيرة والفناء من الصدمات الميكروبية التي أصيب بها الهنود الأميركيون عندما وصل الأوروبيون في القرن السادس عشر.

شارك الآخرين:

إرسال
شارك
غرّد

تابعنا: