في حلقة جديدة من تداعيات فيروس كورونا المتزايدة حول العالم، قال اتحاد الناشرين الفرنسيين إن معرض باريس السنوي للكتاب في دورته الأربعين -الذي كان من المفترض انعقاده في وقت لاحق من مارس/آذار الجاري- سيلغى، بسبب التدابير التي تتخذها الحكومة الفرنسية لاحتواء تفشي الوباء.
وأضاف بيان الاتحاد أنه “بعد قرار الحكومة الفرنسية حظر أي تجمع لأكثر من خمسة آلاف شخص في مكان مغلق، نأسف لاتخاذ قرار إلغاء دورة 2020 من معرض باريس للكتاب”.
وبالتزامن مع إلغاء معرض باريس، أفاد تقرير لمجلة “معيار النشر الجديد” الإلكترونية أن معظم الناشرين والعارضين الأميركيين المتوجهين إلى معرض لندن للكتاب قد انسحبوا، وأصبح مصير المعرض البريطاني في مهب الريح.
ويجتذب معرض لندن للكتاب 25 ألف مشارك من جميع أنحاء العالم، للمشاركة في بيئة مغلقة لمدة ثلاثة أيام، في مدينة يقطنها ثمانية ملايين شخص، ثم يرحلون لبلدانهم بعد انتهاء المعرض.
ولا يصعب فهم مبررات الإلغاء والانسحاب بالنظر لتزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا عالميا.
جانب من دورة سابقة لمعرض باريس للكتاب
وفي الأثناء، صوّت أعضاء نقابة موظفي متحف اللوفر الفرنسي -البالغ عددهم قرابة ثلاثمئة موظف في المتحف الذي يعد الأكثر زيارة في العالم- على عدم افتتاحه أمس الأحد، بسبب تدابير الوقاية والصحة العامة التي أعلنتها الحكومة الفرنسية، واستمر الإغلاق اليوم الاثنين.
وقال المسؤول في النقابة كريستيان جالاني لوكالة الأنباء الفرنسية إن “متحف اللوفر مكان مغلق يستقبل أكثر من خمسة آلاف شخص يوميا”، وأضاف “هناك قلق حقيقي من الموظفين”.
وبينما أجرت الإدارة محادثات مع العاملين في المتحف -الذي يضم لوحة الموناليزا للفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي- لبحث المخاوف المتعلقة بفيروس كورونا، وُضعت على المدخل الرئيسي للمتحف لافتة بلغات متعددة، كُتب عليها “تأجل اليوم فتح اللوفر. سنبلغكم بموعد محتمل للفتح في أقرب وقت ممكن. شكرا لتفهمكم”، بحسب وكالة رويترز.
وكانت إيطاليا قد أعلنت قبل أسبوع تأجيل معرض بولونيا لكتب الأطفال حتى مايو/أيار المقبل، وتعد إيطاليا أكبر بلد أوروبي يسجل حالات إصابة بعدوى فايروس كورونا، وأعلنت السلطات الإيطالية الحجر الصحي في أجزاء متفرقة من البلاد.
ويتوقع إقامة معارض كبرى للكتاب في تركيا وبولندا وبلجيكا في الفترة المقبلة، وسط جدل مستمر حول مصيرها وتكاليف التأجيل المحتمل وخسائر الناشرين ومخاوف القراء.
وكان معرض تايوان الدولي للكتاب -الذي يعقد عادة مطلع فبراير/شباط من كل عام- أول ضحية لانتشار عدوى فايروس كورونا، وتقرر تأجيل الحدث الأكبر أدبيا في البلاد إلى مايو/أيار المقبل، واستضاف المعرض العام الماضي أكثر من نصف مليون زائر.