في الوقت الذي تنادي فيه حكومات الدول بضرورة الالتزام بالتباعد الاجتماعي والبقاء في المنازل لمواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) -مع توقف شبه كلي لمختلف النشاطات الترفيهية والثقافية والفنية- يلجأ البعض إلى أساليب بديلة تستدعي متعة المشاهدة السينمائية بعد أن أغلقت أغلب دور السينما في العالم أبوابها، وتوقف الإنتاج في معظم المشروعات الفنية.
ففي ألمانيا أعلن مؤخرا السيطرة على فيروس كورونا مع تراجع معدل انتقال العدوى إلى أقل من شخص للمرة الأولى، وأفادت شركات السيارات باستئناف الإنتاج خلال الأيام المقبلة بعد توقف لأربعة أسابيع، كما تشجع المسؤولون عن دور العرض السينمائي والمنتجون إلى العودة للعمل بشكل جزئي، مع الاستمرار في اتخاذ إجراءات الوقاية والحذر، وفق ما ذكرت شبكة “بي بي سي” البريطانية.
ويتطلع السينمائيون إلى فك قيود الحظر تدريجيا عن الصناعة ودور العرض، مع سعي ألمانيا الآن لتخفيف إجراءات الحجر الصحي والإغلاق العام، وقيام بعض الشركات والمؤسسات، مثل فولكسفاغن، بتطويع بيئة العمل لمراعاة الظروف المستجدة وتوخي مسافة الأمان ومتابعة الالتزام بالتباعد الاجتماعي لدرء خطر الوباء.
وفي ظل هذه المستجدات تترقب جماهير السينما فتح صالات العرض، ولكن حتى حدوث ذلك يقدم البعض على إعادة طريقة مشاهدة للأفلام عبر “سينما السيارات” في ألمانيا، وهو النمط المتعارف عليه في أميركا أيضا.
وشهدت بعض الساحات في ألمانيا عودة “سينما السيارات” من خلال وجود المئات بسياراتهم لمشاهدة الأفلام واسترجاع حالة الترفيه، وإن كان بالتزام التباعد الاجتماعي.
وذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية أنه رغم إغلاق دور العرض، فإن محبي الفن ابتكروا طريقتهم لمشاهدة الأفلام، حيث حضر المئات في سياراتهم لساحة سينما تم إعدادها مسبقا بتذاكر تدفع عن طريق الإنترنت لمشاهدة فيلم أو أكثر حسب برنامج، ويتم الإعلان عنه مسبقا بالاتفاق مع السلطات، وذلك في منطقة إيسن.
ويراعى في هذا الحدث عدد من القواعد، منها اتباع إجراءات الوقاية والنظافة الشخصية وارتداء الكمامات. ويسمح لشخصين فقط داخل كل سيارة.
كما تتوافر التذاكر عبر الإنترنت فقط، ولا يتم بيع وجبات خفيفة أو مشروبات أو مسليات للمتفرجين من سيارتهم، ولا يحدث أي تلامس أو اتصال بينهم وبين من في السيارات المجاورة، وذلك للحد من الاتصال الاجتماعي.
مفهوم سينما السيارات حظي بشعبية كبيرة خلال السنوات الماضية
فتح ساحات السينما
أما في الولايات المتحدة، فقد ذكرت شبكة “أي بي سي نيوز” أن أندرو كومو حاكم نيويورك يفكر في إعادة فتح دور عرض سينمائية، إذ أعلن قبل أيام أن شركة “إمباير ستيت ديفيلوبمنت” تتطلع إلى إعادة النشاط جزئيا من خلال سينما السيارات، مع مراعاة التباعد الاجتماعي.
ويأمل بول دين مالك “فاينتاج درايف إن” إعادة فتح ساحته التي بدأت العمل بسينما السيارات منذ عام 1997، وأدلى بتصريح إلى “أي بي سي” بأنه يأمل أن يتمكن من فتح ساحته مرة أخرى خلال هذا الموسم. وقال “سيكون هذا سبيلا للناس للخروج في جو آمن لمشاهدة الأفلام من سيارتهم مع أسرهم”.
وأضاف أنه إذا وافق الحاكم على إعادة فتح ساحته والساحات الأخرى، فسيطبق إجراءات صارمة للمشاهدة، إذ سيسمح لفردين فقط داخل كل سيارة، ولن يقبل إلا عدد قليل من السيارات، للسماح بأن تكون هناك مساحة أكبر بين كل سيارة وأخرى، لمراعاة التباعد الاجتماعي الآمن.
ولفت إلى أن “مشاهدة الأفلام من السيارات هو نفسه كالمشاهدة في المنزل ولكن بمتعة أكبر” مشيرا إلى أن عدد الأشخاص الذين يريدون الحضور لمثل هذا الحدث كبير، بالنظر إلى عدد المراسلات الواردة إليه”.
واختتم دين حديثه مع شبكة “أي بي سي” قائلا إن مفهوم سينما السيارات يحظى بشعبية أكبر خلال السنوات الماضية، فـ “الناس يبحثون دائما عن طرق مبتكرة لقضاء الوقت مع أسرهم، علاوة على أنه سيتم عرض أفلام الشتاء الماضي الحديثة”.
وتعود فكرة سينما السيارات إلى عقود ماضية، ففي خمسينيات وستينيات القرن الماضي كانت من علامات دور العرض بالولايات المتحدة، ومع الوقت بدأت في الاندثار تدريجيا، حتى عادت خلال السنوات الماضية في عدد من دول العالم، وباتت الخيار الأكثر أمانا الوقت الحالي.