تسبب فيروس كورونا المستجد في أزمة بتصوير الإعلانات الخاصة في شهر رمضان 2020، فبعد أن كانت الأفكار تدور كل عام حول النوستالجيا أو الحنين للماضي أو التجمعات العائلية جاءت الجائحة لتغير الدفة، ولتتحول أغلب أفكار الإعلانات إلى أن الحياة سوف تعود مرة أخرى لطبيعتها أو أن شبكات الهواتف المحمولة تقرب البعيد.
وصاحب ندرة الأفكار المطروحة في الإعلانات وفرة في الأفكار المختلفة الخاصة بتترات المسلسلات (المقدمة الموسيقية للعمل الفني) والأعمال الرمضانية، فنجد أن هناك تنويعات في أفكار التترات وتميزها، حتى مع الاختلاف بشأن جودة المحتوى الذي تقدمه هذه المسلسلات.
ولم يعد تتر المسلسل مجرد مقدمة موسيقية لعرض أسماء النجوم والمشاركين في العمل، بل أصبح لوحة فنية تنقلنا إلى عالم المسلسل لنكتشف جوانبه من خلال هذه البوابة السحرية.
وشهد هذا العام تنوعا كبيرا في التترات، فنجد النوستالجيا في بعض التترات أو المقدمات الموسيقية المختلفة، وهذه التترات تمثل عوامل جذب للمسلسلات، حيث إنها البوابة.
النوستالجيا
ومن أهم الأفكار التي قدمها صناع الأعمال الدرامية في تترات مسلسلات هذا العام هي النوستالجيا، خاصة أن كثير من المسلسلات تتعرض لفترات تاريخية قديمة بعض الشيء، أو أن أبطالها نجوم قدامى كان لهم صيتهم في الماضي، فنجد أن مسلسلات مثل “ليالينا 80″، و”سكر زيادة” اعتمدت في المقام الأول على الحنين للماضي، كل على طريقته.
تدور أحداث مسلسل “ليالينا 80” في فترة الثمانينيات من القرن الماضي، ويستعرض التتر أحداثا حقيقية من فترة الثمانينات، ونجد صورا للرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، وتاكسي القاهرة القديم الأبيض والأسود، ومطاعم قديمة كانت منتشرة في فترة الثمانينيات، كما أن التتر نفسه على أنغام وصوت وردة الجزائرية في أغنيتها “ليالينا”.
بينما استعرض مسلسل “سكر زيادة” -الذي يجمع عدة فنانات مصريات مثل نبيلة عبيد ونادية الجندي وسميحة أيوب وهالة فاخر- مجموعة مشاهد لهن من أعمالهن السابقة خلال ستينيات وسبعينيات وثمانينات القرن الماضي، ويسترجع التتر ذكريات المشاهدين مع النجمات خلال أعمالهن اللاتي تألقن خلالها.
كما اعتمد كذلك مسلسل “الفتوة” بطولة الفنان ياسر جلال على نوستالجيا الذكريات في الزمن الماضي، حيث تدور أحداث المسلسل في العام 1850.
أغان شعبية
ولم تقتصر الأفكار في تترات مسلسلات رمضان هذا العام على ثيمة الحنين للماضي فقط، فقد لجأت بعض المسلسلات إلى الأغاني الجاذبة -خاصة الأغاني الشعبية والمهرجانات- رغم منعها من قبل نقيب الموسيقيين المصري المطرب هاني شاكر.
وصاحبت هذه الأغنيات مشاهد سريعة واستعراض بسيط لأفكار المسلسلات وأحداثها كما في مسلسل “بـ100 وش”، و”رجالة البيت”، أو أغنية شعبية المفترض منها أن تعبر عن الأصالة كما في تتر نهاية مسلسل “الفتوة”.
الراوي
واعتمدت مسلسلات مثل “فالنتينو” على وجود راوٍ في بداية التتر يحكي لنا قصة يدور حولها المسلسل، ولكن هذا الراوي يظهر في الحلقة الأولى فقط ويختفي بعد ذلك، وكان الراوي في الحلقة الأولى هو الفنان سمير صبري الذي يشارك أيضا في بطولة المسلسل.
بينما اقتصرت أغلب تترات المسلسلات الباقية على استعراض أسماء الممثلين على خلفية موسيقية أو أغنية بشكل اعتيادي ومتقارب جدا، ربما يختلف عنها قليلا تتر مسلسل “النهاية”، فهو لم يستعرض الممثلين أنفسهم ولكنه استعرض آليات متطورة من الزمن المستقبلي الذي تدور فيه أحداث المسلسل، بينما لم نجد جديدا على الإطلاق في تترات مسلسلات، مثل “فرصة ثانية”، و”لما كنا صغيرين”، و”البرنس” وغيرها من المسلسلات.