فنان تشكيلي يمني سخّر فنه ورسوماته في نقل تفاصيل حياة الناس البسطاء، وتسجيل مشاهد عميقة تحكي قصصا مؤثرة، مجسدةً جمال الموروث، وعمق الحضارة في العمارة، والمهن، والزي، والرقصات.
الرسام اليمني زكي اليافعي يقول إنه يتصيد لحظات يعيشها الناس وسط تقلبات الحياة والشارع، ليوصل رسالة حب لكل من يحافظ على هويته، وهو يعبر عن الفئة البسيطة ليرسم أفراحهم وأتراحهم في وجه الحياة.
وذكر اليافعي أنه فنان عصامي، لم يدرس الفن التشكيلي بطريقة أكاديمية، هو مهندس طيران، ولكن عشقه للفن وهوسه بالجمال، جعله من صغره شغوفا ومحبا للرسم، وقال: “كنت أدخل في تحد مع نفسي للوصول إلى أجمل النتائج، ولا أقتنع بالشيء اليسير، وكبرت وكبرت معي أحلامي وطموحي وعشقي للفن والبحث والقراءة في تاريخ الفن وعلم الجمال، وتنوع المدارس، واستفدت كثيرا”.
وعن علاقته باللوحة التي يرسمها، علق: “علاقتي باللوحة علاقة وطيدة، هي خير من أسلم له إحساسي وموهبتي، وصحبتها تشعرني بالسعادة، فاللوحة التشكيلية أنسى معها الدنيا بكل تفاصيلها، وأنسى كل ما يشغل الذهن بتركيز يصل إلى حد الهوس، واليوم الذي أرسم فيه أشعر أنني عشته، وأكون بقمة الطاقة الإيجابية في التواصل بعد انتهائي من الرسم، حتى شبهت علاقتي بلوحتي بموعد غرام”.
وذكر الفنان اليافعي أن “البيئة اليمنية ملهمة إلى حد الثمالة، لمن يقدس الجوهر والمضمون، ولكن المشكلة أن ثقافة المتلقي لا تساعد المبدع إطلاقا، ولكن الفن اليمني سيصل ولو متأخرا، ولذلك أنا متفائل دائما”.
وعن اهتمامه بتفاصيل اللوحة، استطرد: “التفاصيل الخلفية في اللوحة مرتبطة بعوامل كثيرة، وقواعد أكاديمية مهمة، منها ضبط التباين بين الأشياء التي تقبع في الظل والأشياء التي في الضوء، ولكن تقع أخطاء شائعة في بعض اللوحات باستخدام ألوان معتمة في الخلفية، في حين أن استخدام الألوان الباردة يجعل التفاصيل في الخلفية عاملا مساعدا لإبراز الموضوع الأساسي”.
وشدد الفنان اليمني على العوامل المهمة في تفاصيل اللوحة التشكيلية، مثل إهمال التفاصيل البعيدة ومعالجتها بألوان الهواء والانعكاسات، وذلك ضمن الممارسة والتغذية البصرية والمشاهدة والاطلاع الدائم لأعمال عالمية مدروسة بشكل أكاديمي.
وختم حديثه: “رسالة محبة لكل الجمهور وإلى المتلقي العربي: المبدعون في أوطاننا ينقصهم فقط الإحساس بهم وبقدراتهم، وإلى المبدعين أطالبهم بالاستمرار في نثر الجمال والإبداع مهما كانت المحبطات”.