مع مرور شهر رمضان الكريم ووضع كلمة النهاية لحلقات مسلسلاته الثلاثين عادة ما يرغب الكثيرون في أخذ استراحة من الدراما العربية من جهة و”متعددة الحلقات” من جهة أخرى، وانطلاقا من ذلك وفرنا هنا قائمة بمجموعة من أفضل المسلسلات الأجنبية القصيرة التي اتسمت بالتشويق والإثارة ولن تستغرق مشاهدة أحداثها كاملة أياما عدة.
اتهام بلا دليل
لطالما كانت الدراما المقتبسة من قصص واقعية ذات مكانة خاصة وشبه استثنائية لدى الجمهور، إذ يستشعر المشاهد نفسه مكان الأبطال، وهو ما يجعله يتماهى مع الأحداث أكثر، وأحد أشهر المسلسلات التي أحدثت ضجة عند صدورها كان مسلسل “عندما رأونا” (When They See Us) الذي أنتجته “نتفليكس” في 2019 ويتكون من أربع حلقات.
وقد حقق العمل وقتها نجاحا ساحقا فنيا وجماهيريا، وهو ما توج بفوزه بجائزتي “إيمي” واحتلاله المرتبة الـ39 ضمن قائمة موقع “أي إم دي بي” الفني لأفضل 250 عملا دراميا بجانب حصوله على تقييم 8.9 نقاط وفقا للموقع نفسه.
أما عن قصته فتدور حول خمسة مراهقين من الذكور يتهمون ظلما بمقتل واغتصاب امرأة بيضاء البشرة في سنترال بارك بعام 1989، ورغم براءتهم فإنهم يدانون عن طريق الخطأ ويحتجزون لسنوات قبل أن تظهر براءتهم في 2002، بعد أن تدمرت حياة معظمهم وتغيرت تماما.
مزيد من الرعب
أما إذا كنتم من هواة الإثارة والغموض التي تحمل بين طياتها الكثير من الرعب وتبحثون في الوقت نفسه عن أعمال درامية جديدة فإنه يمكنكم مشاهدة مسلسل “الدخيل” (The Outsider) المقتبس من قصة من تأليف ستيفن كينغ والذي صدر في يناير/كانون الثاني 2020.
المسلسل من إنتاج “إتش بي أو” ومكون من عشر حلقات، وتدور أحداثه في بلدة صغيرة حيث ترتكب جريمة قتل يروح ضحيتها صبي صغير، ومع محاولة التوصل إلى الحقيقة وكشف اللغز وراء الجريمة تنتشر الكثير من الأحداث المرعبة وغير المتوقعة في أرجاء البلدة.
السفر عبر الزمن
“11.22.63” مسلسل آخر قصير مكون من ثماني حلقات ترشح لجائزة “الإيمي” وعرض عبر منصة “هولو”، وهو مقتبس أيضا من مؤلف -بالاسم نفسه- لستيفن كينغ لكنه ينتمي لفئة الخيال العلمي هذه المرة.
تدور أحداثه حول مدرس يتعلم السفر عبر الزمن، وحين يتقنه يكلف بمهمة تلزمه بالعودة إلى الماضي -خاصة إلى تكساس- عام 1960 لمنع اغتيال الرئيس الأميركي جون كينيدي.
وما لم يحسب حسابه أن تظهر بعض المواقف التي تعرقل مسعاه، فهل تنجح محاولاته أم ينتصر الماضي؟ والأهم أنه إذا استطاع فعلا تغيير القدر فإلى أي مدى يمكن أن يؤثر ذلك على المستقبل فيجعله أسوأ؟
نساء لا يعرفن المستحيل
قبل شهور قليلة أصدرت “نتفليكس” مسلسلا أصليا آخر بعنوان “لا يصدق” (Unbelievable)، وهو مسلسل درامي نسائي من ثماني حلقات، ترشح لأربع جوائز “غولدن غلوب” واقتبست أحداثه من قصة حقيقية جرت تفاصيلها بداية من 2008 وحتى 2011.
ويحكي المسلسل عن فتاة تعيش في إحدى دور رعاية الشباب تتعرض للاغتصاب، ورغم صغر سنها وصعوبة التجربة فإنها تبلغ الشرطة، ومع حالتها النفسية غير المستقرة تتغير بعض التفاصيل أثناء إعادتها رواية القصة مرة بعد أخرى، لتبدأ الشرطة التشكيك في صحة الحادث.
ومع تهديدها بالسجن إذا كان ما تقوله غير حقيقي تضطر لسحب البلاغ والاعتراف بأن الحادث مختلق، وهو ما يجعلها تخسر كل من حولها، ثم بعد فترة تتعرض فتيات أخرى للاغتصاب بالطريقة نفسها التي تعرضت لها البطلة الأولى، ومع إسناد القضية إلى محققة جديدة تتعامل مع اللغز ليس فقط بشكل مهني وإنما كذلك من منطلق إنساني ونسائي، مما يجعلها تصر على الوصول للجاني وربط الخيوط ببعضها حتى وإن بدا ذلك شبه مستحيل.
الرواية الأكثر مبيعًا
“ثم لم يبق أحد” (And Then There Were None) هو العمل الأقصر في هذه القائمة، إذ يتضمن ثلاث حلقات فقط، وهو مسلسل بريطاني أنتج عام 2015 وأسندت قصته إلى أكثر روايات أجاثا كريستي مبيعا بل وأحد أكثر عشرة كتب مبيعا على مستوى العالم ككل على الرغم من أنها صدرت قبل أكثر من ثمانين عاما.
تدور قصة العمل حول عشرة من الغرباء الذين تتم دعوتهم لزيارة جزيرة مهجورة، كل يذهب إليها لسبب غير الآخر، لكن مع وصولهم إلى المكان لا يستطيعون العثور على من أرسل لهم الدعوات، قبل أن يكتشفوا عاملا مشتركا يجمع بينهم جميعا هو ارتكاب كل منهم جريمة ما في وقت سابق، بعدها يبدأ الأبطال في التعرض لجرائم قتل غير معلوم مرتكبها، وتتوالى الأحداث.
كارثة هزت العالم
قصة حقيقية مأساوية هي ما دارت حوله حبكة مسلسل “تشيرنوبل” (Chernobyl) التاريخي الذي صدر في 2019 عبر تعاون مشترك بين شبكتي “إتش بي أو” و”سكاي البريطانية”، وهو العمل الذي لاقى نجاحا فنيا مدهشا، حتى أن تقييمه بلغ 9.4 نقاط، في حين جاء في المرتبة الخامسة بقائمة “آي إم دي بي”، بالإضافة إلى فوزه بجائزتي “غولدن غلوب” وعشر جوائز “إيمي”.
حلقات المسلسل لم تتجاوز الخمس، وجاءت أحداثه ثرية وشديدة الإنسانية، إذ تمحورت حول كارثة تشيرنوبل النووية الشهيرة التي جرت عام 1986 ووقعت في أوكرانيا السوفياتية ليروح ضحيتها الكثيرون، وهي الحكايات التي حرص صناع العمل على روايتها بصدق وإخلاص.