أنهت معظم الدول العربية حالة حظر التجوال، سواء الكلي أو الجزئي، وعادت الحياة إلى طبيعتها بشكل ما، وكذلك المقاهي والمولات والمطاعم وفق اشتراطات صحية، وسيتعرض من يخالفها لعقوبات بالغة. لكن ماذا عن الزيارات العائلية، كيف سنعود لنستقبل الضيوف في منازلنا من جديد، بعد أن توقفت الأبواب عن الطَرق منذ أكثر من ثلاثة أشهر؟
كثيرون منا لم يزوروا عائلاتهم منذ بداية الجائحة، وسيسمح انحسار حالة الإغلاق العام للكثيرين بتبادل الزيارات، بالإضافة لموسم الأعياد القريب، والذي سيباح به كل ما تم منعه في الأعياد السابقة. فماذا يتوجب على أصحاب الدعوة والمدعوين، تجنبا للعدوى، وحفاظا على حالة التباعد الاجتماعي، حتى وإن كانت هناك عزومة منزلية؟
تقول هبة صلاح (خبيرة إتيكيت مصرية) “الأمور ليست عادية، ولا يجدر بنا أن نتعامل بشكل طبيعي، كما يحاول البعض أن يروج، فالتعايش مع فيروس كورونا لا يعني على الإطلاق تجاهل أن الجائحة لا تزال في ذروتها، لكن الدول لن تستطيع تحمل الخسائر الاقتصادية أكثر من ذلك، وبنفس المنطق، يجب أن تفكر الشعوب، فعليهم ألا يخاطروا بحياتهم إلا للضرورة، ووفقا لذلك فعليهم تجنب الزيارات المنزلية إلا للضرورة ووفق اشتراطات معينة”.
كثيرون لم يزوروا عائلاتهم منذ بداية الجائحة
وأوضحت الخبيرة أنه يجب أن يوضع في الاعتبار أن يكون من بين اشتراطات الدعوات المنزلية ألا توجه لكبار السن، فلا يسمح لهم بالخروج من منازلهم، إلا إذا كان من المؤكد أن احتمالية انتقال العدوى إليهم تساوي صفرا، أما وضعهم تحت أي مخاطرة فهذا لا يعني سوى فقدانهم.
أما الأشخاص الذين أصابتهم العدوى وعولجوا منها، فهؤلاء فلا ضير عليهم، رغم أنه لم يثبت عدم إمكانية الإصابة بكورونا مرة ثانية بعد التعافي إلا في حالات قليلة وربما نادرة، أما الأطفال فيمكن اصطحابهم في الزيارات العائلية ولكن في نطاق ضيق.
القواعد المستجدة
تقول الخبيرة المصرية إن هناك بعض الأمور التي تغيرت في قواعد إتيكيت الزيارات، وعلى الجميع اتباعها، وفقا للمستجدات، فعند التخطيط لاستقبال الضيوف بالمنزل، فعلى أصحاب الدعوة تحديد أقل عدد من المدعوين، بحسب المكان المتاح، بحيث يسمح بوجود متر فاصل بين كل ضيف وآخر.
ويفضل بالطبع إن كان هناك حديقة مفتوحة أو سطح مجهز، فيمكن استخدامه لاستقبال الضيوف، ذلك لأنه أفضل من الصالونات المغلقة.
الأحذية خارج المنزل
العادة -التي كان يستنكف البعض القيام بها في الزيارات المنزلية في بعض المجتمعات- أضحت ضرورة الآن بعد ما جد من كورونا، وعلى الضيوف الاستجابة لخلع الأحذية، وعلى الداعين توفير بديل نظيف ومعقم، وبمقاسات مختلفة، للاستخدام داخل المنزل فقط.
أدوات التطهير والتعقيم
ينبغي وضع طاولة التعقيم في مدخل المنزل، وتشتمل محتويات التعقيم على مناديل وكحول وكمامات، لمن لم يأت مرتديا كمامته، بالإضافة لسوائل التعقيم المعتادة لدى كل أسرة، لتطهير الملابس والأشياء والأكياس.
الهدايا
من إتيكيت الزيارة المنزلية، أن يحمل الضيف هدية، فالبعض يجلب فاكهة أو أطباقا من الحلوى، ولكن في ظل كورونا، يفضل الاستغناء عن أي هدايا مشتراة من المحلات العامة، مع استبدالها بأصناف معدة منزليا.
وبحسب خبيرة الإتيكيت، فإن علينا في هذه الحالة أن نسأل أصحاب الدعوة عما يفضلونه من أصناف من الحلويات أو حتى أصناف الطعام التقليدية.
في ظل كورونا يفضل الاستغناء عن أي هدايا مشتراة من المحلات العامة
أدوات المائدة
انتهى عصر التباهي بأطباق النيش، ومن غير المسموح استخدام الأدوات الخاصة بالمنزل، فعلى صاحب الدعوة أن يستخدم الأدوات البلاستيكية والأطباق والأكواب المصنوعة من الورق والفويل، والمخصصة للاستخدام مرة واحدة فقط. فإذا كان الزوار غير راغبين في تناول الطعام بتلك الأدوات، فعليهم -حسب خبيرة الإتيكيت- جلب أدواتهم الخاصة معهم، ولا حرج في ذلك.
استخدام المرحاض
للمرحاض قواعد خاصة في الاستقبالات المنزلية بهذه المرحلة، إذ تقول الخبيرة المصرية إن الأمر سيصبح معقدا للغاية، ويشكل صعوبة لصاحبة المنزل، لكونها لابد أن تخصص به كمية من أوراق التجفيف، ومطهرات خاصة بالحمام، وكميات كبيرة من الصابون، وعليها أن تزيل المناشف القطنية والاكتفاء بالورقية منها فقط، حتى لا تنتقل العدوى بالملامسة.
وليس من العيب -كما تقول الخبيرة- أن تضع ورقة معلقة داخل الحمام، فيها قواعد الاستخدام في ظل كورونا، سواء لأصحاب المنزل أو للضيوف، بالإضافة إلى التطهير قبل الاستخدام وبعده، غسل اليدين جيدا، غلق المرحاض قبل سحب صندوق الطرد.