كل يوم، وبمجرد عودتك إلى المنزل، تسمع صغارك يصرخون بحماس “بابا بالمنزل.. أخيرا وصل بابا”، يقفزون ويتسابقون من منهم يصل إلى صدرك أولا، الجميع يريد أن يحتضنك في هذه اللحظة، إلا أنك ربما وبسبب الإجهاد أو بسبب يوم العمل الطويل ومشاكل أخرى، قد يغيب عنك الحماس المناسب لاحتواء حماسهم بالمقابل.
قد تتعامل مع الأمر كأنه شيء مسلم به، لكن الحقيقة أنه سيأتي يوم قريب لن يرحب فيه أطفالك بك بهذه الطريقة الرائعة، سيكبر الصغار ويتوارى الواحد منهم بعد الآخر لينغمس في حياته الخاصة.
اسأل نفسك: ما نوع التحية التي تقدمها لأطفالك حين عودتك من العمل؟ هل تظهر لهم الإثارة نفسها؟ هل تظهر لهم الحب؟ هل تبدو سعيدا لرؤيتهم كما يفعلون هم، أم تبدو غاضبا ومتعبا؟
تقول المحللة النفسية الحاصلة على الدكتوراه لوري هولمان في مقال لها على موقع ثرايف غلوبال (Thrive Global) إن “الرجل لديه وظيفتان، واحدة خارج المنزل والأخرى في المنزل، من بداخل المنزل يريدون أن يعرفوا أنك سعيد برؤيتهم ومتاح لتلبية احتياجاتهم الفورية”. وإذا كنت تحب أن تكون شخصا مرحبا به بمجرد دخولك إلى المنزل، فعليك اتباع بعض النصائح للحصول على ذلك.
يقدم كل من موقع “آول برو داد” (All Pro Dad) وموقع ثرايف غلوبال عددا من النصائح العملية التي قد تساعد الآباء على الاستعداد نفسيا للعودة إلى المنزل واستقبال أطفالهم وهم في أفضل حال:
1. تذكر أنك كنت تمارس الأبوة طوال اليوم
تتمثل إحدى مسؤوليات الوالد الأساسية في توفير احتياجات عائلته، لذا ذكّر نفسك طوال يوم العمل بأنك تفعل ذلك لمن تحب، ولن يكون ما تفعله مع أبنائك عند العودة إلى المنزل إلا استكمالا لما قمت به خلال اليوم.
2. استرخ قليلا قبل أن تعود إلى المنزل
بدلا من العودة إلى المنزل متعبا ومشحونا بضغط العمل، يفضل الحصول على عشر دقائق للاسترخاء، اذهب في نزهة قصيرة، أو استمع إلى بعض الموسيقى، افعل ما يلزم لتكون جاهزا للقفز عند وصولك إلى المنزل.
3. التزم بالدقائق الأولى لعائلتك
حتى لو كنت في حاجة ماسة للراحة، عليك تمضية بضع دقائق في التفاعل مع جميع من في المنزل أولا:
انزل إلى مستوى أطفالك، أو ارفعهم إليك لمنحهم العناق والقبلات، اطلب منهم أن يشاركوك أفضل وأصعب أجزاء من يومهم، وافعل ما في وسعك للتعبير عن افتقادك لهم أثناء العمل.
4. بضع ساعات قبل النوم استغلها
ربما تحتاج إلى بضع دقائق للاسترخاء ويمكن لزوجتك إبقاء الأطفال مشغولين حتى تحصل على الطاقة اللازمة لإعطائهم كامل اهتمامك. أو ربما سيكون عليك قضاء الوقت معهم حتى يتم تجهيز وجبة العشاء، لديك فقط بضع ساعات لقضائئا مع أطفالك قبل النوم، لذا حقق أقصى استفادة من ذلك الوقت.
كن جاهزا نفسيا لأن يسيء أحد أطفالك التصرف أحيانا
5. توقع المشكلات التي تحتاج حلولًا
يمكن أن يكون الأمر محبطا إذا عدت إلى المنزل ثم حدث أن يكون أول اتصال لك مع طفلك حول الانضباط، توقع مثل هذا الأمر، كن جاهزا نفسيا لأن يسيء أحد أطفالك التصرف، لا تتجاهل المشكلة، ولكن ضع روتينا وقواعد يعرفها الجميع ويتصرفون بناء عليها.
6. أن تكون متاحًا
عليك أن تكون متاحا للاستماع إلى أطفالك وهم يتكلمون عما يدور في أذهانهم. البقاء هادئا ومتاحا هو أكثر ما يحتاجون إليه في الدقائق القليلة الأولى.
7. ترتيب الأولويات
قم بإعطاء الأولوية لمن يحتاج شيئا محددا وكان ينتظرك للقيام به، من الممكن وضع جدول وتحديد وقت لكل شخص إذا كانت هناك العديد من الأمور التي يجب الانتهاء منها بمشاركتك.
8. توقع الضغط الفوري
قد لا تتاح لك فرصة تغيير ملابسك بعد وصولك من العمل قبل أن يحتاج شخص ما إلى رحلة إلى المتجر أو منزل أحد الأصدقاء. إن توقع هذا النوع من الضغط الفوري يساعدك على الشعور بالاستعداد، لذلك لا تتعامل بطريقة سلبية، أطفالك في حاجة لرؤيتك سعيدا برؤيتهم.
9. وقت خاص لكل شخص
يجب عليك بناء علاقات مع كل فرد من أفراد الأسرة. اعتمادا على حجم عائلتك، تأكّد من إجراء محادثة مع شخصين على الأقل مرتين أسبوعيا، كي تعرف ما يحدث في حياتهم وما يدور في أذهانهم.
10. حدثهم عن يومك
على الرغم من أن وظيفتك الأكثر أهمية في المنزل هي أن تكون مستمعا جيدا، فهذا ما يريده كل طفل ومراهق من أبيه، إلا أنهم يجب أن يسمعوك أيضا، خذ وقتك لإخبار أطفالك عن يوم عملك، أدرجهم في حياتك بهذه الطريقة وستشعر بمتعة مشاركة عائلتك لك.
لا تخرج غضبك وإجهادك ويومك السيئ في وجه أطفالك
11. لا تنس زوجتك
التحدث مع زوجتك قبل العودة إلى المنزل لمعرفة كيف كان يومها وماذا تحتاج منك لمساعدتها عند عودتك أمر مهم، وسيسهل عليك الكثير. وإذا كان يومك متعبا بما يكفي، اطلب من زوجتك مساعدتك على تهيئة الجو لأن تحصل على قسط من الراحة أولا.
12. أشياء لا تقم بها أبدًا
لا تخرج غضبك وإجهادك ويومك السيئ في وجه أطفالك، ولا تحملهم فوق طاقاتهم، هم ينتظرون حضورك طيلة اليوم فلا تخذلهم.