رغم إجراءات تخفيف الحظر في عدد من الدول، فإن هناك تخوفا لدى البعض من قرار العودة إلى صالات التمارين الرياضية، وهذا لا يعني الاستسلام للكسل أو تقبل زيادة الوزن، فهناك عدد من التمارين المنزلية التي قد تساعدك في الحفاظ على لياقتك وتجنب زيادة الوزن خلال فترة العزل المنزلي أو حتى عند العودة للحياة الطبيعية.
“تمارين الضغط مثالية للحصول على اللياقة والرشاقة، لا تتطلب معدات ولا تحتاج سوى لمساحة صغيرة جدا. مما يجعلها مناسبة تماما في حالات الإغلاق والحجر المنزلي الذي قد يجعل من الصعب أحيانا الذهاب إلى الصالة الرياضية” تلك هي خلاصة تجربة راشيل هوزي محررة اللياقة البدنية وأسلوب الحياة بموقع “إنسايدر” (Insider)، والتي اضطرت لخوضها مصادفة بعد أن دُفعت للعمل من المنزل.
وفي غمرة بحثها عن طريقة تواظب بها على الرياضة وتحافظ على رشاقتها، شاهدت جوردان سيات مدرب اللياقة البدنية على موقع إنستغرام، وهو يعلن القيام بـ 300 تمرين ضغط يوميا لمدة 30 يوما، معددا مزاياه المذهلة. فقررت المحررة خوض التجربة على طريقتها، بـ 100 تمرين ضغط لمدة 100 يوم، عشر مجموعات على مدار عشر ساعات يوميا، باستثناء عطلة نهاية الأسبوع.
كان الأمر صعبا في البداية، لكنها سرعان ما لاحظت تغيرات جسدية إيجابية منتصف التجربة، وعندما وصلت إلى نهايتها، لم تصدق مدى التحسن الذي طرأ على لياقتها وشكل جسمها.
تجربة راشيل
سجلت راشيل تجربتها من البداية مدعومة بالصور، إذ كتبت على حسابها عبر إنستغرام “أنا مندهشة وسعيدة لتغيير شكل جسدي، لا أكاد أصدق” ودونت التجربة كالتالي:
– الأيام الخمسة الأولى، وفيها عانت راشيل من آلام الانتقال من صفر تمارين إلى 100 ضغطة يوميا، فشعرت بوجع في جميع أنحاء الجزء العلوي من الجسم، لكنه كان يخف تدريجيا عند قيامها بسحب شرائط المقاومة التي تشد بعد كل مجموعة. وفقا لنصيحة المدرب سيات “كطريقة جيدة لموازنة حركة الدفع مقابل حركة السحب، لتدريب العضلات المعاكسة، والمحافظة على توازن الجسم، وتجنب آلام الرقبة”.
– الراحة البينية، كان لابد من فترات راحة، سواء بين كل مجموعة والتي تليها، أو بين كل أسبوع والذي بعده. بعد أن شدد سيات على أهمية تفادي الإرهاق وعدم القيام بأية مجموعات فاشلة تجنبا لحرق العضلات وآلام الظهر أو إصابات الكوع، تحت تأثير الحماس والتحدي. وإن كان ولابد فتخفض الضغطات إلى 15 أيام نهاية الأسبوع.
– بعد 50 يوما، بدأت راشيل تشعر بالتغييرات العضلية الجمالية في الجزء العلوي من الجسم.
– في الأسبوع الأخير، تسلل لديها شعور بالرغبة في المماطلة والملل من التمرين، ووجدت نفسها أمام تحد، مما تطلب منها إرادة أقوى للاستمرار حتى النهاية.
– بإتمام 100 يوم، تعودت راشيل على التمرين بعد أن اجتازت المراحل الصعبة من التجربة، وكوفئت بتغير مدهش في شكل الجسم، لاسيما الجزء العلوي منه. وأصبح بإمكانها خفض عدد الضغطات إلى ما دون حد الإرهاق.
تدرج وتحذير
في مقاله على موقع هيلث لاين (Healthline)، ينصح المدرب والمحرر دانييل بوبنيس، بالتدرج في أداء تمرين الضغط، عبر البدء بدفع أي سطح صلب مرتفع عن القدمين، مثل طاولة متينة، أو حافة أريكة، أو الضغط على الحائط، مع الوقوف على أصابع القدمين. وخفض زاوية الجسم نحو الأسفل مع كل تقدم في المستوى، وصولا إلى أداء التمرين بالارتكاز على الركبتين وأصابع القدمين. والحفاظ على التنفس ببطء وانتظام، بحيث يكون الشهيق مع النزول بالصدر لأسفل، والزفير مع العودة بالصدر لأعلى. مع مراعاة التوقف والعودة إلى الضغط على الحائط، عند الشعور بالإرهاق. لكنه ينصح في الوقت نفسه باتباع “تحدي تمرين الضغط” بزيادة عدد الضغطات كل أسبوع تدريجيا.
مخاطر ممارسة تمارين الضغط يوميًا
بحسب بوبنيس، يمكن أن تحدث آلام أسفل الظهر أو الكتف إذا تم التمرين بشكل غير صحيح. فالتمارين صعبة في البداية، ومن هنا كانت التوصية بالتدرج والبدء بالتدرب على الحائط.
أيضا إذا كان تمرين الضغط شديدا على الرسغين أو كانت هناك إصابة سابقة فيهما، فينصح بمراجعة أخصائي علاج طبيعي، أو ارتداء أربطة واقية.
أخيرا يقدم بوبنيس بعض النصائح للأداء الصحيح. منها أن يكون الظهر مسطحا وعضلات البطن مشدودة، وأن يكون الرأس على استقامة العمود الفقري. وألا يهبط الظهر والمؤخرة نحو الأسفل. بمعنى أن يكون الجسم على استقامة واحدة، دون أن يتقوس الظهر أو يتدلى الرأس أو البطن.
فوائد تمارين الضغط
تمرين الضغط سريع وفعال لبناء الجسم، وفي حال ممارسته يوميا بانتظام يمكن الحصول على أفضل النتائج، ومن فوائده الصحية:
– صحة القلب، فقد أظهرت دراسة حديثة نشرتها “شبكة جاما” (JAMA Network Open)، وهي مجلة طبية شهرية تنشرها الجمعية الطبية الأميركية وتغطي جميع جوانب العلوم الطبية الحيوية، أن تمرينات الضغط “قد تعزز صحة القلب والأوعية الدموية”. فعند اختبار قدرة مجموعة من رجال الإطفاء منتصف العمر، وجدت الدراسة أن “أولئك الذين تمكنوا من القيام بأكثر من 40 تمرين ضغط، كان لديهم خطر أقل بنسبة 96% للإصابة بأمراض القلب خلال فترة عشر سنوات”.
– تسمح بتقوية الظهر وأعلى الجسم وشد عضلات البطن، وزيادة كثافة العضلات ومنع الإصابات.
– طريقة ممتازة لبناء كثافة العظام، كما تستهدف مجموعات عضلية متعددة من أعلى الجسم إلى أسفله.
– تخلصك من السمنة وتجعل جسمك أكثر تناسقا، وتنشط الدورة الدموية في الجسم والرأس مما يطيل الشعر ويزيد من كثافته، وتنشط الذهن وتُظهر نضارة الوجه.