نتعرض للابتزاز العاطفي في حياتنا اليومية، ذلك أن المجتمعات المعاصرة تحدث فيها عمليات الابتزاز العاطفي، وتكون أحيانا دون قصد أو وعي منا، إلا أنها تعكس الطبيعة الانتهازية والتلاعب الذي يبرع فيه بعض الناس.
وتقول الكاتبة مونتسي أرميرو، في مقال نشرته مجلة “ميخور كون سالود” الإسبانية (mejorconsalud)، إن هذا يدل على وجود خلل في العلاقة وخلل سلوكي لدى المبتز والضحية معا.
يختلف كل إنسان عن الآخرين، ولكن بشكل عام فإن الفاعل في عملية الابتزاز العاطفي تكون لديه صفات وسلوكيات محددة، وهي:
1- يحتاج للسيطرة على الآخرين حتى يتم كل شيء كما يريده.
2- يبرع في إحداث شعور بالذنب لدى الطرف الآخر.
3- يستغل نقاط ضعف الآخرين لصالحه.
4- يؤمن أن العلاقة مع الآخرين مبنية على المنافع والمصالح.
5- يخاف من الهجران ومن فقدان السيطرة على الآخر.
6- يفضل إقامة علاقات غير متوازنة ولا تقوم على المساواة والندية.
7- يبحث عن التقدير والاعتراف من الآخرين عبر سلوكيات الغضب والبكاء.
8- أحيانا يقوم بشراء الهدايا للآخرين والتملق لهم لإبقائهم بالقرب منه.
9- يستعمل أساليب الإكراه والإجبار والتهديد والتخويف وحتى العنف لبلوغ أهدافه.
الابتزاز العاطفي يدل على وجود خلل سلوكي لدى المبتز والضحية معا
صفات الضحية في عملية الابتزاز
في المقابل، ضحايا الابتزاز العاطفي تكون لديهم أيضا صفات متكررة ومشتركة هي:
1- لا يحسنون وضع حدود أمام الآخرين.
2- يعانون من تدهور تقديرهم لذاتهم.
3- يتركون اتخاذ القرارات للآخرين.
4- يشعرون دائما بالذنب ولا يتصرفون كما يريدون.
5- يخافون من الرفض ولهذا يستسلمون لطلبات من يقوم بابتزازهم.
6- يعانون من مشاعر انعدام الأمان والتوتر والحزن.
المبتزون يعتبرون أن معاناتهم ليست مسؤوليتهم الشخصية بل هي ذنب الآخرين
أنواع المبتزين
وتوضح الكاتبة أن الأشخاص الذين يمارسون الابتزاز العاطفي تختلف أساليبهم من شخص لآخر، وهنالك أنواع محددة منهم:
1-المعاقبون للآخر
هؤلاء الناس يحاولون إلحاق الضرر والمعاناة بالآخر، وهم يبرعون في إظهار الغضب والسلوكيات العدوانية، من خلال القيام بأشياء مثل التوقف عن الكلام مع الآخر كنوع من العقوبة، وتغيير نبرة الصوت، واستخدام الإهانات والصراخ، والحرمان وكل أشكال العنف البدني والمعنوي.
2-من يعاقبون ذاتهم
هؤلاء الناس يوجهون التهديدات نحو أنفسهم وليس الآخر، ويحاولون التأكيد على أن شيئا ما سيحصل لهم إذا لم يمتثل الطرف الآخر لرغبتهم. ومن الأمثلة على ذلك أن يقول الشخص: “آمل ألا أتعرض لأي مكروه في هذه الأيام لأنك ستتركني وحدي”.
3-من يلعبون دور الضحايا
هؤلاء الناس يهددون الآخر بأنهم سيتعرضون للمعاناة الشديدة، ويعتبرون أن تلك المعاناة ليست مسؤوليتهم الشخصية بل هي ذنب الآخر.
هذا النوع من الرسائل يتكرر كثيرا لدى من يمارسون الابتزاز العاطفي ويلعبون دور الضحية، حيث إنهم لا يتحملون أي مسؤولية لسلوكياتهم ونتائجها ويستخدمون عبارات مثل، “بعد كل ما فعلته من أجلك”، “من دونك أنت أنا لا شيء”.
إغراء وخداع الآخر
هؤلاء الناس يحاولون خداع الطرف الآخر من خلال إغرائه بأنواع من الوعود، مثل الحصول على مكاسب مادية أو مشاعر الحب أو الترقية المهنية، ويربطون كل هذه المكاسب بقبول الآخر (الضحية) بالسلوك أو الشروط التي يفرضونها.
الابتزاز العاطفي يحدث بعدة أشكال وطرق، كما أن شريك الحياة قد يستخدمه لفرض سيطرته
كيف تتعامل مع من يمارسون الابتزاز العاطفي؟
الابتزاز يمكن أن يحدث بشكل مفضوح وواضح جدا، أو قد يكون خفيا ويتم بشكل بارع، وبالتالي نجد أنفسنا أمام موقف محرج ولا نحسن اتخاذ القرار.
وتنبه الكاتبة إلى أن الابتزاز العاطفي قد يحدث في حياتنا اليومية بعدة أشكال وطرق، إذ إن أطفالنا على سبيل المثال قد يمارسونه وينجحون فيه، إضافة إلى زملائنا في العمل الذين يحاولون التلاعب بنا لتحقيق المنافع، كما أن شريك الحياة قد يستخدم هذه الطريقة لفرض سيطرته.
لذلك فإنه من المهم جدا أن نتعلم كيفية التعرف على الابتزاز العاطفي والتصدي له، من أجل بناء علاقات متوازنة وصحية.
6 نصائح تساعد في صد الابتزاز
في بعض الظروف يكون من الصعب التفطن إلى أن الطرف الآخر يمارس الابتزاز العاطفي ضدنا ونواجه صعوبة في الابتعاد عنه، لذلك فإنه من الضروري اتباع بعض النصائح للتعامل مع هذه الوضعيات.
1- التعرف على الابتزاز العاطفي، والتعامل معه بوعي، والانتباه إليه وتسمية الأمور بمسمياتها، كخطوة أولى للنجاح في صده.
2- قبول جزء من المسؤولية في كل علاقة بين طرفين والتعامل بواقعية.
3- فرض حدود وخطوط لا يمكن تجاوزها، وهذا سيمكنك من الابتعاد عن أي علاقة غير صحية أو غير متوازنة.
4- توقف عن ترك المجال للآخرين ليقرروا بدلا عنك، وعزز ثقتك بنفسك وقوة حضورك.
5- تعلم إستراتيجيات إدارة الخلافات والتفاوض من أجل إيجاد حلول صحية ومعقولة.
6- انتبه إلى احتياجاتك الشخصية التي قد تكون تجاهلتها بسبب تعرضك الدائم للابتزاز والضغط من الآخرين.