ربما لم يكن ظهور الفنانة المصرية نجاة الصغيرة أسفل بنايتها بمنطقة الزمالك بالقاهرة، وهي ترتدي النقاب كي تخفي وجهها عن الجميع، أمرا من قبيل المصادفة.
ويبدو أن هذا التصرف هو الأمر المعتاد من المطربة التي ولدت في أغسطس عام 1938، وقدمت العديد والعديد من الأعمال الفنية التي جعلتها واحدة من أهم نجمات ومطربات الوطن العربي.
نجاة التي غابت عن الساحة الفنية منذ عام 2001، وعادت قبل 3 سنوات بأغنية تحمل اسم “كل الكلام” من كلمات الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي، طاردتها الشهرة والأضواء كثيرا ولكن يبدو أن طبيعتها لم تألف الأمر.
وفي لقاء تلفزيوني أجري معها عبر شاشة التلفزيون المصري حينما كانت في بداية مشوارها، ظهر واضحا أنها تكره الظهور والأضواء، حتى إن الإعلامية سلوى حجازي التي حاورتها، عبرت عن دهشتها قائلة “برضوا بتبخلي دايما”، في إشارة إلى امتناعها عن الظهور في العديد من المناسبات.
الناقد الفني طارق الشناوي يتحدث عن مواقف جمعته بنجاة الصغيرة، ظهر فيها أن شخصيتها دائما ما تميل إلى الابتعاد، وأن سلوكها الأخير لم يكن نابعا إلا من طبيعة شخصيتها.
وتذكر ما جرى حينما توجه إلى عزاء موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، ووجد نجاة تغادر المصعد، وكانت ترتدي ملابس مغربية، وتخفي جزءا من وجهها، وهو ما دفعه إلى احترام رغبتها في محاولة التخفي، ولم يزعجها أو يخبرها أنه تعرف عليها.
كما أشار الشناوي إلى أن أغنية “كل الكلام” التي قدمتها نجاة قبل 3 سنوات، طلب منها أن تصور جزءا فيها وتظهر بوجهها ولكنها رفضت ذلك الأمر بشكل قاطع.
عبلة كامل وطموح الأوسكار
وعلى نفس النهج تسير الفنانة المصرية عبلة كامل، التي جاءت بدايتها الفنية في ثمانينات القرن الماضي، وقدمت العديد من الأعمال التي لاقت نجاحا كبيرا.
تبكي الجمهور أحيانا وتضحكه أحيانا أخرى، عشرات الشخصيات تجيدها دون تردد، ولكنها تخشى وتخجل من الظهور أمام الكاميرات، ولعل أبرز ما يدل على ذلك لقاؤها الذي أجرته وقت أن كان عمرها الفني لم يتجاوز العام الواحد.
حيث ظهرت شابة خجولة، يوجهها زملاؤها كيف تجري اللقاء وهي في وضعية صحيحة، لا تنظر إلى من تحاورها وتكتفي بالنظر إلى الأرض.
وفي اللقاء ذكرت أن طموحها هو الحصول على الأوسكار، معتبرة أن أي فنان في بداية مسيرته سيكون هذا طموحه، لتنتهي كلماتها المتسارعة، وتلتقط منها زميلتها شيرين الكلمة.
طارق الشناوي أكد أن عبلة كامل شخصيتها لم تتغير أو تتأثر بالأعمال والنجاحات التي قدمتها، ويذكر هو ما حدث وقت أن قدمت مسلسل “لن أعيش في جلباب أبي”، حيث عقدت ندوة خاصة بالمسلسل.
فدعاها من أجل الحضور، وهو ما رحبت به لكنها اشترطت ألا تتحدث أو توجه إليها الأسئلة قائلة “أنا مش هتكلم”، لينصاع إلى رغبتها ويكتفي بحضورها وجلوسها.
محمود مرسي.. والبعد عن المقابلات
نفس الأمر انطبق على الفنان الراحل محمود مرسي، الذي رحل عن عالمنا قبل 16 عاما إثر أزمة قلبية تعرض لها، وكانت له العديد من الأعمال الخالدة في تاريخ السينما والدراما.
إلا أنه كان يرفض الظهور من خلال الأحاديث الصحافية واللقاءات التلفزيونية، رغم أنه شارك من قبل في تقديم جزء من برنامج يحمل اسم “شخصيات مصرية” ويروي الشناوي أنه دائما ما كان يصطحبه معه في سيارته، أثناء ذهابه إلى المعهد العالي للفنون المسرحية، خاصة وأنه كان أستاذا لمادة الإخراج.
وكان يروي له العديد من القصص والكواليس والأمور الفنية، ولكنه في نهاية الحديث يشدد على أن كل هذه الأمور ليست للنشر، مع التأكيد على الأمر أكثر من مرة.
وعلى نهج محمود مرسي تسير أنعام سالوسة خاصة وأن الفنان الراحل كان أستاذا لها، ويبدو أنها قررت أن تحتذي به في كل الأمور، فهي نادرا ما تدلي بتصريحات صحافية أو تظهر في أية مقابلات.