إذا كنت ممن اعتادوا على ممارسة الرياضة طوال مراحل حياتهم، فأنت تعلم جيدا أن استمرارك في ممارستها سيساعدك على تجاوز مشكلات صحية كثيرة، بل إن التوقف عنها قد يؤذيك نفسيا وبدينا، ولكن إذا لم تكن من هواة التمارين الرياضية ستواجه مشكلة مع تقدم العمر، لا سيما إن اقتنعت بالخرافات التي تتعلق باللياقة البدنية بعد تجاوز سن 50.
في هذا التقرير الذي نشرته مجلة “بيست هيلث” البريطانية، استعرضت الكاتبة شارون فيريسين أهم المعلومات الخاطئة حول ممارسة الرياضة مع تقدم العمر.
فات أوان ممارسة الرياضة
ذكرت الكاتبة أن العمر لا علاقة له بممارسة التمارين الرياضية. وأوضحت الاختصاصية السريرية أليس بيل أن “أجسادنا قادرة على الاستفادة من النشاط البدني مهما بلغنا من الكبر. وتؤكد الدراسات أن الأفراد الذين يتبنون أسلوب حياة نشط في أي عمر قادرون على تعزيز قوتهم وتوازنهم”.
يجب ألا أركض بعد الآن
لا يتعين على العدائين العاديين التوقف عن العدو بمجرد تقدمهم في السن؛ فالجري رياضة مفيدة لصحة القلب والأوعية الدموية والصفاء الذهني. وحسب تشاد ماكان الطبيب المتخصص في العلاج الطبيعي والموضعي، فإن “الناس يقولون إن العدو مرهق للغاية للمفاصل ويجب تجنبه، خاصة مع تقدم السن، إلا أن هناك العديد من الأشخاص الذين تقدموا في السن كثيرا وما زالوا مستمرين في الاستفادة من العدو من دون مواجهة أي مشاكل”.
الجري رياضة مفيدة لصحة القلب والأوعية الدموية والصفاء الذهني
رفع الأثقال يؤذي المفاصل
ذكر ماكان أن “رفع الأثقال قد يكون تمرينا شاقًا للغاية، لهذا السبب يشعر بعض الناس بالقلق من أنه قد يضر أكثر مما ينفع، ولكن ثبت أن رفع الأثقال بشكل صحيح وأوزان مناسبة آمن وفعال لتنمية القوة العضلية بالنسبة لجميع الأعمار.
بالإضافة إلى ذلك، يعد رفع الأثقال أمرًا بالغ الأهمية لصحة العظام على المدى الطويل. في المقابل، هناك القليل من الأدلة على أن رفع الأثقال يؤدي إلى التهاب المفاصل أو أي مشاكل أخرى.
المشي يكفي
يعدّ المشي أمرا رائعا، ولكن جسمك بحاجة إلى المزيد، ويوضح ماكان أن أعظم الفوائد المترتبة عن التمارين الرياضية على المدى الطويل تكون من تدريب جسمك على تحمل بعض الضغط الزائد، أي تعزيز القوة والمرونة وتكييف القلب لإجبار جسمك على التكيف مع المتطلبات الأكثر إجهادا.
ورغم أن المشي مفيد لصحة القلب بشكل أساسي، فإن الاكتفاء بممارسته وحده لا يجهد قلبك بدرجة كافية لتعزيز صحة القلب والأوعية الدموية، لهذا ينصح ماكان بالمراوحة بين المشي السريع أو الركض عند الخروج للمشي، وتخصيص وقت لممارسة تمارين القوة أيضًا.
جسمي يفتقر للمرونة
يقول كثيرون إنهم غير مرنين، لكن ما يقصدونه حقًا هو أن أجسادهم متصلبة. ورغم أن الجينات تلعب دورًا في قدرة جسمك على الانحناء والتمدد، فإنه بإمكانك تحسين مرونتك عن طريق ممارسة تمارين التمدد أو اليوغا بانتظام.
لا يمكن إصلاح ضعف التوازن
وبيّن ماكان أن “التوازن يشبه جميع أشكال اللياقة البدنية الأخرى، فكلما تمرنت عليه كان ذلك أفضل”. والأهم من ذلك أن الثبات على قدميك من شأنه أن يساعدك على تفادي الوقوع والحفاظ على صحتك.
تمرين القرفصاء قد يؤذي ركبتي
القرفصاء من أكثر التمارين المفضلة لدى العديد من المدربين. وتؤكد كريستينا بريفيت مدربة القوة والتكييف أن “ممارسة تمرين القرفصاء بشكل صحيح لن يؤذي الركبة، وهو من التمارين الأساسية لتقوية الجزء السفلي من الجسم”.
لا أستطيع اكتساب المزيد من القوة
إن الحفاظ على القوة ليس ممكنا بعد سن الخمسين فحسب، بل يمكن أن تصبح أقوى مما كنت عليه في شبابك أيضا. وحسب ماكان فإن “كثيرا من الناس يغيرون برنامجهم الرياضي مع تقدمهم في العمر، ويستبدلونه بتمارين ذات مقاومة أضعف، ظنًا أن تحسين أنفسهم قد بات مستحيلا. ورغم أن هذا الأمر سيستغرق وقتا أطول، فإن العضلات تتكيف وتصبح أكثر قوةً مع ضغط التمرينات”.
العمر لا علاقة له بممارسة التمارين الرياضية
راجع الطبيب دائمًا
حسب داستين جونز المختص في العلاج الفيزيائي، فإن الأشخاص الأصحاء عمومًا لا يحتاجون إلى استشارة الطبيب. وأوضح أن “التمارين تقلل الحاجة لتناول بعض الأدوية، ولكن يتعيّن على الأشخاص الذين يعانون من أي أعراض مرضية أو من أمراض القلب والأوعية الدموية أو مشاكل في التمثيل الغذائي أو أمراض الكلى، مراجعة الطبيب قبل بدء البرنامج الرياضي.