إدارة العلاقة بين الأم والزوجة ومحاولة التوفيق بينهما قضية كلاسيكية تواجه أغلب الرجال المتزوجين، وموقفك كشخص هو الأقرب إلى سيدتين لا تتفقان معا، لا يعد أمرا جيدا لأنه يجعل الحياة أصعب مما يجب أن تكون عليه.
كيف توازن بين زوجتك ووالدتك؟ هذا سؤال هام ضعه في ذهنك خصوصا إذا كانت كلتاهما تقيم معك تحت سقف واحد.
سابقا عند تزويج الفتيات في سن مبكرة، كن يتعلمن قيم وتقاليد الأسرة التي تزوجن فيها ويتم تشكيلهن من قبل أمهات أزواجهن، أما الآن فالوضع مختلف كثيرا، فالنساء متعلمات ولديهن وظائف، وحينما يتزوجن يجلبن معهن القيم والعادات الخاصة بهن إلى منازلهن الجديدة. لذا فإن مهمة الزوج في التوفيق بين كلتا المرأتين لم تعد سهلة جدا.
تخاطب الطبيبة النفسية، أبيجيل برينر، في مقال لها موقع “سيكولوجي توداي” Psychologytoday، الأزواج قائلة إنه “يجب تقبل حقيقة أن الحياة ليست مثالية وكذلك الأشخاص الذين يشكلون عالمك. بعض الناس يتوقعون أن كل شيء سيعمل بسلاسة. ولا يتقبلون حقيقة أن كل من يحبونهم قد لا يحبون بعضهم بعضا”.
تقول إن “هذه هي الحياة الزوجية، فلا تتوقع أن تكون رحلة سهلة. ومهما حدث من مشاكل لا تعتقد أبدا أنك ارتكبت خطأ بالزواج من زوجتك الحالية، ولا تظن كذلك أن البقاء دون زواج سيقيك المشكلات، فهذا أكثر إزعاجا مما تواجهه الآن بالتأكيد”.
ويقدم فريق عمل موقع “بونوبولوجي” Bonobology الهندي المتخصص في العلاقات الزوجية بعض النصائح للأزواج لإدارة علاقة جيدة ودبلوماسية بين الزوجة والأم فيما يلي:
لا يتعلق الأمر بدبلوماسيتك فقط، بل يتعلق بالتعاطف مع كلتا السيدتين
تفهم موقف كل منهما
قامت والدتك برعايتك بشكل كلي حتى هذه اللحظة، أما زوجتك فقد تركت منزل أبويها وانتقلت معك كي تبني حياة جديدة. كلتا المرأتين على حق من منظورهما الخاص. كما تفترض كل منهما أن لها الحق في بسط قبضتها على حياتك وأنها أقوى من الأخرى.
في هذه اللحظة، لا يتعلق الأمر بدبلوماسيتك فقط، بل يتعلق بالتعاطف مع كلتا السيدتين. إنه أمر هام بالنسبة لكلتيهما. قد يكون من المحبط بالنسبة لك التعامل مع الدراما طوال الوقت، لكن وضع نفسك في مكانهما وتهدئة الموقف هو ما عليك القيام به.
التخطيط قبل الزواج
أنت تعلم شخصية والدتك جيدا، وتعرف ما الذي تحبه وما الذي تكرهه، يمكنك نقل هذه الصورة بذكاء إلى زوجتك المستقبلية، مدها بمفاتيح شخصية والدتك، واترك لها اختيار الطريقة التي تكسب بها والدتك ليصبحا صديقتين منذ البداية.
في حال فشلهن في أن يحققا العلاقة التي تتمناها، فإن ما تحتاجه منهما هو مستوى أساسي من الكياسة في تعاملهما مع بعضهما، والقدرة على التعايش في التجمعات العائلية من أجلك ومن أجل أطفالك.
الشعور بالأمان
اقض بعض الوقت للتعرف على زوجتك قبل الزواج. تأكد من أن والدتك ليس لديها سبب للشعور بعدم الأمان بسبب المرأة الجديدة في حياتك.
اطلب من والدتك النصيحة في مساعدتك لجعل زوجتك تشعر بالراحة في منزلها الجديد. هذا سيجعلها تشعر بأنها متورطة في حياتك، وستلاحظ الزوجة أن والدتك ميسرة لطيفة وليست عدوا.
خصص وقتًا ممتعًا لوالدتك
إذا كانت والدتك شخصا يحب السيطرة ولا ترغب في التخلي عنك بعد الزواج مما يثير استياء زوجتك، يمكن التخفيف من مشاعرها تلك بتخصيص وقت معين لقضائه معها، قدر الوقت الذي تقضيه بمفردك مع والدتك واجعله نظاما. أخذها لتناول العشاء فكرة جيدة. لكن لا تسمح بالشكوى من زوجتك عندما تكون معها بالخارج، أظهر لوالدتك مدى حبك لها وأن شيئا لم يتغير. بعض الكلمات اللطيفة كهذه ستؤكد لها أن الأمور على ما يرام.
عليك أيضا الاستمرار في القيام بالتفاصيل التي كنت تقوم بها مع والدتك قبل الزواج، استمر في عناقها قبل الذهاب إلى العمل، أو مجرد التحدث عن يومك عندما تصل إلى المنزل.
توضيح الأمور لزوجتك
اشرح لزوجتك الأمر بشأن أهمية قضاء وقت ممتع مع والدتك، وضح لها أيضا المخصصات المالية الواجبة عليك تجاهها، اشرح لها الواجبات التي اضطلعت بها على مدى عقود، وأخبرها ألا تتدخل فيها.
قد يكون من المحبط التعامل مع الدراما طوال الوقت، لكن ضع نفسك مكان الطرف الآخر
الحياد العظيم
عندما يكون هناك الكثير من الجدال والصراخ والشكوى، بدلا من محاولة التهدئة، أخبرهما أن تتعاملا مع الأمور بنفسيهما. اطلب منهما التواصل وأنك لا تستطيع دائما التخفيف من حدة الأمر بينهما. لن تكون مهمة سهلة، لكنها بالتأكيد قابلة للتنفيذ.
ارفض دور الوسيط
إن فكرة أنك يجب أن تلعب دور الوسيط مرارا وتكرارا هو أمر مجهد ومسيء، لذا عليك رفض الفكرة وتوضيحها للطرفين، قد تستغرق فكرة إيضاح ذلك العديد من المحادثات مع كل منهما على حدة. وضح تماما أنك لا تنوي التوسط في أي خلاف بينهما أو تفسير وجهات نظرهما المختلفة. إن وضع حدود لنفسك مبكرا قد يوفر عليك ساعات طويلة من الحزن.
وضع الحدود
وضع القواعد الأساسية وتنفيذها بحزم وبشكل متكرر سيمنع من خوض المعارك بصوت عال. ضع حدودا حول السلوكيات المقبولة وتلك غير المقبولة لكل من زوجتك ووالدتك. على الأقل، تحتاج زوجتك وأمك إلى التصرف بلطف واحترام، قد تتضمن الحدود الحد من المناقشات الاستفزازية بحيث لا تصبح كل مرة تلتقي فيها مجرد فرصة أخرى للتعبير عن الغضب والعداء.
لا تشجع على الشكوى
إذا اشتكت إحداهما من الأخرى عليك أن تحافظ على نبرة محايدة. إذا قالت زوجتك “والدتك تبدأ الشجار دائما” فلا تقل “سأتحدث معها”. أحيانا يكون الحياد أمرا مهما.
تشجيع إحداهما على الشكوى من الأخرى سيجعلك تفقد صبرك وراحة بالك. تخيل أنك تستمع لأشياء مثل “والدتك كذا وكذا” أو “زوجتك كانت تفعل كذا وكذا.” يمكنك الاستماع إليهما للتنفيس، لكن لا تجعل ذلك عادة.
كذلك، لا تتبادل ما قالته إحداهما عن الأخرى. إذا وجدت الشكوى منطقية، فقم بإخماد المشكلة في مهدها بطريقتك الخاصة.
لا تمدح أو تهاجم
إذا منحت الاهتمام لإحداهما أمام الأخرى، فسيتم تحفيز الأخرى للحصول على الشيء نفسه أيضا. قدر واشكر كل واحدة منهما على حدة، وإذا قمت بلفتة جميلة مثل تقديم الزهور، فمن الأفضل أن تشتريه لكلتيهما.