يأمل مشرفو الرعاية الصحية أن تكون تقنية شبكات إنترنت الجيل الخامس (5G)، ذات فعالية كبيرة فيما يتعلق بتقديم المساعدة الطبية في المناطق الريفية.
ويجعل غياب الأطباء المحليين ووسائل النقل العام الحياة في الريف أكثر صعوبة خاصة على كبار السن، لكن باحثين في ألمانيا يعتقدون أن اتصالات الإنترنت الأسرع قد تكون مفتاح حل هذه المشكلة.
وتبحث جامعة “آمبيرغ-ويدين” (Amberg-Weiden) للعلوم التطبيقية في ولاية بافاريا الألمانية، في المجالات التي يمكن أن تحسّن فيها شبكة الجيل الخامس الرعاية الصحية للمرضى في المناطق النائية من البلاد.
ويعمل الأستاذان كليمنس بوليتا وستيفن هام منذ بداية عام 2020 على مفهوم جديد مع فريقهم المكون من 15 باحثا، حيث يرى هام أن تقنية الجيل الخامس لن تحل جميع المشاكل في مجال الرعاية الصحية، لكن السرعات العالية للشبكة ستجلب العديد من المزايا.
ويقول هام: “قد يظهر هذا التقدم عندما يتم نقل البيانات في الوقت الفعلي إلى المستشفى أثناء وجود المريض في سيارة الإسعاف، أو في غرفة الطوارئ أو في غرفة المريض”.
أنظمة النقل من دون سائق وساعات الاستشارات بالفيديو والعمليات بمساعدة الروبوت، ليست سوى بعض الأمور الأخرى التي يفكر فيها الباحثون.
من فوائد الجيل الخامس نقل البيانات في الوقت الفعلي إلى المستشفى أثناء وجود المريض في سيارة الإسعاف (الأناضول)
ويضيف بوليتا أن شبكة الجيل الخامس العامة على الصعيد الوطني ليست ضرورية تماما لتحسين الرعاية الصحية، ولكن يمكن أن يكون مرفق رعاية محدد أو مستشفى أو مجرد غرفة عمليات مفردة مجهزة بتقنية الجيل الخامس.
ويقول إن وباء كورونا على وجه الخصوص أظهر مدى أهمية الاتصالات الرقمية، حيث يمكن لشبكة الجيل الخامس أن تدعم التطبيب عن بعد من خلال السماح بنقل كميات كبيرة من اللقطات بسرعة.
بالإضافة إلى ذلك ومع زيادة سعة الشبكة، يمكن للعديد من المستخدمين أن يكونوا نشطين في وقت واحد دون زيادة التحميل عليها، خاصة مع البيانات العاجلة والحساسة، حيث يجب أن يعمل الاتصال دون انقطاع.
ومن خلال البحث في الأسئلة الفنية والقانونية والأخلاقية، فإن المشروع يهدف إلى تزويد القادة السياسيين والشركات الطبية والمستشفيات بتوصيات للعمل.
ويأخذ الفريق المرضى الوهميين ثم يعمل على تحديد المجال الذي ستكون فيه تقنية الجيل الخامس مفيدة في الوقاية أو التشخيص أو العلاج أو إعادة التأهيل أو الرعاية.
وبالإضافة إلى الاحتمالات، يريد الفريق أيضا معرفة حدود تقنية الجيل الخامس، وهل حماية البيانات مضمونة عند التعامل مع ملفات المرضى؟ وهل يوجد أمان ملائم لتكنولوجيا المعلومات؟ أو يمكن تعطيل الأدوات الطبية عبر الإنترنت أو حتى إيقاف تشغيلها من الخارج؟
ومع ذلك، مع كل ما قد يكون ممكنا تقنيا وقانونيا، يتساءل الباحثون أيضا عما إذا كان ذلك مبررا من الناحية الأخلاقية.
على سبيل المثال، يقول بوليتا إنه لا ينبغي فقدان الجانب الاجتماعي للتفاعل بين الطبيب والمريض إذا أصبحت الرعاية الصحية رقمية بشكل متزايد، ولا سيما في المناطق الريفية حيث ربما يكون كبار السن بمفردهم، وبهذه الحالة لا يصح تقييد الاتصال الشخصي أكثر من ذلك.
وعلى العكس من ذلك، إذا تمكن الأطباء من تسريع بعض إجراءات العمل بمساعدة الأدوات الرقمية، فقد يكون لديهم المزيد من الوقت للاتصال الشخصي مع المرضى.