علن موقع الحكومة البريطانية في بداية الحديث عن التوصيات اللازمة لضمان مواجهة فيروس كورونا والحد من انتشاره أن “خطر إصابة الأطفال بفيروس كورونا منخفض للغاية، وهناك آثار صحية سلبية لكونهم خارج المدرسة”.
وعلى ضوء هذه الإجراءات الملزمة لجميع المدارس في إنجلترا تواصلت إدارات المدارس مع أولياء الأمور بغرض الترتيب والاستعداد لعودة الطلاب في سبتمبر/أيلول المقبل.
وحرصت بعض المدارس على تحديد يومين قبل بدء الدراسة، لتدريب الأساتذة والعاملين على مجموعة التوصيات التي وضعتها، وخصصت بعض المدارس الثانوية يوما لحضور طلاب الصف السابع كتمهيد لهم على اكتشاف مدرستهم الجديدة ومرافقها.
ولأن الاستقرار النفسي للطفل يأتي في المقام الأول فقد أكدت بعض المدارس على تخصيص وقت في بداية العام للاستماع إلى تجارب الطلاب في فترة الحظر ودعمهم إذا لزم الأمر.
ممنوع دخول الآباء للمدرسة
كانت أولى الخطوات التي يشترك في تنفيذها كلا الطرفين -البيت والمدرسة- هي الالتزام بمواعيد حضور وانصراف الطلاب من المدرسة، حيث يتم تنظيم توافد الطلاب إلى فصولهم الدراسية في بداية اليوم في جدول زمني مختلف تفاديا للتجمعات التي تحدث في نفس الوقت، فعلى سبيل المثال حددت بعض المدارس دخول طلاب الصفوف الثاني والخامس والسادس في مواعيد مبكرة عن طلاب الصفوف الأول والثالث والرابع، وتختلف الروضة والتمهيدي أيضا.
وكذلك الحال في مواعيد نهاية اليوم الدراسي، ليخرج الصفان التمهيدي والثاني باكرا، ثم يتبعهما الصفان الأول والثالث ثم الرابع، وأخيرا الصفان الخامس والسادس.
ولا يسمح لأولياء الأمور بدخول فناء المدرسة، إذ إن عليهم ترك أطفالهم عند البوابة في الصباح، وانتظارهم خارج باب المدرسة في الموعد المخصص لانصرافهم، مع مراعاة السير في اتجاه واحد والحفاظ على المسافات الاجتماعية المحددة.
نظام الفقاعات منعا للاختلاط
واستكمالا لنظام الفقاعة -الذي تم تطبيقه عندما فتحت بعض المدارس أبوابها في نهاية يونيو/حزيران الماضي- يصبح كل فصل فقاعة بذاته، ولا يسمح له بالاختلاط مع باقي الفصول الأخرى، ويتم جلوس الطلاب في شكل خط مستقيم بمواجهة لوحة التعلم وليس في شكل دائري كما تعودوا سابقا، مع حرص المعلم على ترك مسافة متر واحد بينه وبين الطلاب.
اعلان
وعلى الرغم من تعقيد تطبيق نظام الفقاعات في المدارس الثانوية فإنه يجب الالتزام به قدر المستطاع، فطلاب الصفين السابع والثامن يمكن إلزامهم بعدم ترك الغرفة الصفية منعا للاختلاط، فيما يصعب تطبيق ذلك في باقي الصفوف الدراسية.
كما تتم إعادة النظر في نظام العقاب (الحجز لفترة) الذي قد يتعرض له البعض بسبب مخالفة القواعد أو سوء السلوك في المدارس الثانوية، وذلك تجنبا لوجود مجموعات في مكان واحد أثناء فترة العقاب.
وإذا ظهرت أي أعراض لفيروس كورونا عند أحد الطلاب فإنه يجب إخضاعه لاختبار للتأكد من النتيجة، وفي حالة كانت إيجابية يتم عزله في البيت وعزل باقي أفراد الفقاعة الخاصة بفصله الدراسي.
كل فصل سيصبح فقاعة بذاته ولا يسمح له بالاختلاط مع باقي الفصول الأخرى
“اقبض عليه.. ألقه.. اقتله”
ينبغي على المدارس التأكد من أن لديها ما يكفي من المناديل وصناديق القمامة لمساعدة الطلاب والموظفين على اتباع توصيات السلامة تحت شعار “اقبض عليه.. ألقه.. اقتله” (Catch it.. bin it.. kill it) لمواجهة الفيروس، والذي يعني “الإمساك” بالفيروس عند السعال أو العطس باستخدام منديل، و”إلقاء” المنديل في سلة القمامة، حتى تتخلص منه، أي “قتل” الفيروس.
وكما هو الحال مع التنظيف اليدوي يجب على العاملين ضمان مساعدة الأطفال الأصغر سنا وذوي الاحتياجات الخاصة في القيام بذلك بشكل صحيح، بحسب ما نشره موقع الحكومة البريطاني.
يضاف إلى الحرص على النظافة الدورية للحمامات والأسطح وكذلك مقابض الأبواب، خاصة في نهاية اليوم، وأيضا الكتب التي يطلع عليها الطلاب أثناء اليوم الدراسي، والتأكيد على إحضار معقم اليدين الشخصي لكل طالب، والمناديل، وزجاجة المياه الخاصة بكل واحد منهم.
واقي الوجه ومعقم اليدين محل خلاف
وعلى خلاف المتوقع، لم تتفق جميع المدارس على ضرورة ارتداء الطلاب واقي الوجه، فبينما ألزمت بعض المدارس بضرورة ارتدائه طوال اليوم الدراسي منعت مدارس أخرى الطلاب من ارتدائه أثناء ساعات الدراسة.
وجاء معقم اليدين من المستلزمات التي يلزم إحضارها في بعض المدارس، في حين ألزمت بعضها الطلاب باستخدام المعقم الذي توفره المدرسة لهم ومنع إحضاره من البيت.
وفي الوقت الذي سمحت فيه بعض المدارس باستخدام اللوازم الرياضية والحرص على تنظيفها قبل الاستخدام وجدت مدارس أخرى أنها تمثل خطرا في انتشار الفيروس بين الطلاب ومنعت استخدامها، مع توقف الرياضات التي كانت تتم في نهاية اليوم، حتى لا تختلط الفقاعات ببعضها البعض.
لم تتفق جميع المدارس على ضرورة ارتداء الطلاب واقي الوجه
مجموعات اللعب والغداء
أما ما يخص وقت اللعب -الذي ينتظره الطلاب للراحة في منتصف اليوم الدراسي- فيتم تقسيم فناء المدرسة إلى أقسام تبعا لكل صف دراسي، حيث لا يسمح للطلاب باللعب إلا مع أقرانهم من الصف نفسه.
وفي وقت الغداء، قامت بعض المدارس بتقسيم الطلاب الذين يحضرون وجباتهم من المنزل، لتناولها في الفناء أو في فصولهم الدراسية، على أن يتناول باقي الطلاب الغداء الذي توفره المدرسة في الصالة المخصصة لذلك، فيما ألزمت بعض المدارس الثانوية طلابها على إحضار وجباتهم من البيوت، فيما عدا من يستحقون الوجبة المدرسية المجانية.
وبعدما كان يسمح بدخول الحمام في فترة الراحة والغذاء فقط أصبح من الضرورة توسيع الوقت على مدار اليوم تجنبا للتجمعات في وقت محدد.