أجبر فيروس كورونا المؤثرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي على نشر صورهم على الأريكة في غرفة المعيشة بدل المنتجعات الفخمة وشواطئ الجزر.
ووصفت صحيفة غارديان البريطانية التسويق على مواقع التواصل الاجتماعي الذي يشكل دخلا للمؤثرين، بأنه يتزامن مع انسحاب العلامات التجارية من صفقات الرعاية المربحة لهم، وانخفاض عائدات الإعلانات.
وتساءلت الصحيفة إن كان فيروس كورونا سيعيد تشكيل عصر التسويق عبر الإعلام الاجتماعي، حيث تحكمت ثقافة المؤثرين طيلة العقد الماضي في وصول العلامات التجارية إلى المستهلك.
وبلغت قيمة صناعة التسويق عبر المؤثرين ومشاهير مواقع التواصل نحو 6.5 مليارات دولار في عام 2019. وأنفق ما يقرب من نصف المعلنين أكثر من 20% من ميزانياتهم على منشورات المؤثرين.
وتدفع الشركات لمشاهير مواقع التواصل الذين لديهم أكثر من مليون متابع 10 آلاف دولار أو أكثر مقابل منشور لمرة واحدة، وفي حين أشارت التوقعات إلى أن عام 2020 سيكون عام أرباح للمؤثرين، اضطر العديد منهم إلى التركيز على النجاة من الانكماش الاقتصادي بسبب الجائحة.
تحديات الجائحة
وفي مايو/أيار الماضي قدرت مؤسسة “إيكونسونتالسي” البريطانية لتحليل البيانات الاقتصادية، انخفاض مشاركات المؤثرين لوسم “#إعلان” (“#ad”) في منشوراتهم بنسبة 35% مقارنة بالربع الأخير من 2019، وأرجعت ذلك إلى تخفيض الشركات ميزانية التسويق.
ويقول شين باركر، الخبير الرقمي واستشاري التسويق على مواقع التواصل الاجتماعي، إن الكثير من الشركات تواجه تحديات مالية وتقلل جميع النفقات غير الضرورية.
ويرى المتخصص في التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي مايكل سولومون أن الناس بدؤوا يشعرون بخيبة الأمل من المؤثرين الذين فقدوا موضوعيتهم عبر مشاركة الإعلانات المدفوعة.
وخلص سولومون إلى أن الناس يتطلعون في أوقات عدم الاستقرار إلى مصادر موثوقة، مما يحثم على المؤثرين إنشاء محتوى يتناسب مع الوضع الحالي.
شهدت الإعلانات المدفوعة على مواقع التواصل الاجتماعي انخفاضا بنسبة 45%
تراجع الأرباح
وبحسب موقع “إنفلوانسر ماركتنغ هوب” المتخصص في تسويق المؤثرين، فإنه على الرغم من قضاء الأشخاص وقتا أطول على فيسبوك وزيادة وقتهم الإجمالي على الإنترنت خلال الحجر المنزلي، فإنه من المحتمل أن يفقد كل من فيسبوك وغوغل أرباحا كبيرة من الإعلانات في عام 2020.
ومن المتوقع أن يبلغ إجمالي صافي إيرادات غوغل لعام 2020 حوالي 127.5 مليار دولار بانخفاض 28.6 مليار دولار مقارنة بالتقديرات التي حصرت الانخفاض في نسبة 18%.
ومن المقدر أن تكون عائدات إعلانات فيسبوك لهذا العام 67.8 مليار دولار، بانخفاض قدره 15.7 مليار دولار (19%) عن التقديرات السابقة.
الأكثر جدية
إحدى النتائج الأكثر إثارة للاهتمام في استطلاع “إنفلونسر ماركتنغ هوب”، أن هناك تحولا في الشبكات الاجتماعية المفضلة خلال الحجر المنزلي. فقد ازدادت شعبية تويتر بفضل تركيزه على الأخبار.
وفي حين يعتبر إنستغرام “معقِل المؤثرين”، بعد أن حظيت العلامات التجارية على إنستغرام بمعدل تفاعل أعلى بـ58 مرة من فيسبوك، وبـ120 مرة من تويتر، أفاد المشاركون في الاستطلاع بأنهم يستخدمون إنستغرام بشكل أقل نسبيا.
على الرغم من وجود المزيد من الأشخاص في المنزل يستخدمون الإنترنت، فإن انخفاضا سُجّل في الدخول على مواقع التواصل الاجتماعي. فقد عانى إنستغرام من انخفاض بنسبة 14% في معدل المشاركة في بداية الحجر المنزلي.
في حين سجل فيسبوك انخفاضا بنسبة 13.5%، بينما كان أداء تويتر أفضل حيث انخفض بنسبة 7% فقط. وهو ما يؤكد أن الناس يلجؤون إلى تويتر للحصول على المعلومات والأخبار المهمة ومناقشتها.
تدفع الشركات للمشاهير الذين لديهم أكثر من مليون متابع 10 آلاف دولار مقابل المنشور الواحد
تضرر تسويق المؤثرين
وتتوقع 69% من العلامات التجارية خفض إنفاقها على الإعلانات هذا العام. ولم ينفِ استطلاع الرأي ارتفاع عمليات الشراء عبر الإنترنت، لكنه أكد أنها اقتصرت خلال فترة فيروس كورونا على المواد الضرورية.
في حين أكدت إحصاءات قام بها موقع تحليل البيانات “إنفلونسر ماركتنغ هوب” أن أكثر قطاع تضرر خلال الجائحة هو السفر، بعد أن توقفت السياحة في العديد من الأماكن بسبب ظروف الإغلاق. وقد انخفض الإنفاق الإعلاني عامة بنسبة 65% والإنفاق الإعلاني على الرياضة بنسبة 40%.
كما عانت الإعلانات المدفوعة على مواقع التواصل الاجتماعي من انخفاض بنسبة 45%، بحسب تقرير الموقع. وفي استطلاع للرأي قام به المصدر ذاته، اعتبر 65% أن فيروس كورونا سيؤدي إلى تركيز المعلنين على الإنفاق على الوسائط التي يمكن أن تظهر نتائج مباشرة على المبيعات.