أظهرت دراسة حديثة أن خطر الوفاة من فيروس كورونا مرتبط بالسمنة لدى الرجال والشباب.
وتلعب السمنة دورا عميقا في خطر الوفاة من “كوفيد-19″، لا سيما في المرضى الذكور والسكان الأصغر سنا، وفقا للباحثين في الدراسة في Annals of Internal Medicine.
وتشير الدراسة إلى أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم (BMI) كان مرتبطا بشكل أكبر بوفيات فيروس كورونا الجديد لدى الرجال والبالغين الأصغر سنا، مقارنة بالنساء والمرضى البالغين الأكبر سنا.
وكان الارتباط مستقلا عن الأمراض المصاحبة الأخرى المتعلقة بالسمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض الرئة أو الكلى المزمنة وفشل القلب واحتشاء عضلة القلب، وهي عوامل خطر للنتائج السيئة في حالات الإصابة بفيروس كورونا، وفقا لبيان صحفي.
وحلل الباحثون 6916 سجلا صحيا إلكترونيا للمرضى في المؤسسة الصحية Kaiser Permanente في جنوب كاليفورنيا، ممن ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا الجديد خلال الفترة من 13 فبراير 2020 حتى 2 مايو 2020 ، وفقا للتقرير الصادر عن Kaiser Permanente.
وفي الدراسة، كان متوسط مؤشر كتلة الجسم 30.5، واعتبر أولئك الذين لديهم مؤشر 45 أو أعلى يعانون من السمنة المفرطة، ومؤشر 40 إلى 44 يعانون من السمنة الشديدة، ومؤشر كتلة الجسم من 30 إلى 39 يعانون من السمنة.
ووجد الباحثون أن المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة كانوا أكثر عرضة للوفاة بأربع مرات بسبب فيروس كورونا الجديد، وأن أولئك الذين يعانون من السمنة الشديدة كانوا أكثر عرضة بنسبة 3 مرات تقريبا للوفاة بـ”كوفيد-19″، مقارنة بأولئك الذين لديهم نطاق وزن طبيعي، وفقا للدراسة.
وقال كبير الباحثين في الدراسة، الدكتور سمير مورالي، طبيب باطني في مركز Kaiser Permanente Fontana الطبي: “من خلال عرض المخاطر التي تشكلها السمنة من خلال منظور كوفيد-19، تعمل هذه الدراسة على تطوير توصيف السمنة على أنها مرض يتطلب صحة عامة واستجابة سريرية مماثلة لتلك الخاصة بمرض السكري أو أمراض القلب”.
وأضاف: “تعمل جائحة واحدة على توسيع فهمنا للآخر، ونأمل ألا يوفر هذا العمل للأطباء والمرضى فهما أفضل لمخاطر السمنة في سياق كوفيد-19، فحسب، ولكن أيضا للصحة العامة”.
ومع ذلك، وجدت الدراسة أن الوفيات المرتبطة بـ”كوفيد-19″ كانت أكثر انتشارا في فئة السمنة المفرطة والشديدة، في الذين كانوا يبلغون من العمر 60 عاما أو أقل، مقارنة بأولئك الذين يعانون من السمنة المفرطة والذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما، والذين كانوا أقل عرضة للخطر.
وفي الوقت نفسه، لم يكن لدى النساء خطر متزايد للوفاة المرتبطة بارتفاع مؤشر كتلة الجسم.
وقال الباحثون إن هذه الدراسة ستساعد الأطباء على تحديد من هم في مستوى عالي الخطورة للوفاة من “كوفيد-19” ويمكنهم بعد ذلك تنفيذ خطط العلاج المناسبة والتدخلات لتعديل هذا الخطر.