هناك مرض يشترك مع مرض “كوفيد-19” في العديد من الأعراض، بما في ذلك الحمى والألم والقشعريرة، وبسبب هذا التشابه قد يتأخر العلاج، مما قد تنتج عنه تبعات خطيرة، فما هذا المرض؟
وقالت مجلة “لا فيدا لوثيدا” الإسبانية في تقريرها إن هذا المرض هو “مرض لايم” (Lyme disease)، والذي يشترك مع “كوفيد-19” الناتج عن فيروس كورونا المستجد في العديد من الأعراض.
الهواء الطلق
أوضحت المجلة أن الانتقال من فصل الربيع إلى فصل الصيف يعد ذروة نشاط القراد في معظم أنحاء نصف الكرة الشمالي، ويتزامن ذلك مع زيادة الوقت الذي يقضيه الناس في الهواء الطلق، وهو ما يعرضهم لخطر الإصابة بالأمراض التي تنقلها حشرة القراد.
وفي بعض الحالات تساعد الأعراض الرئيسية لمرض تنقله حشرة القراد عملية التشخيص، وعلى سبيل المثال يرتبط مرض لايم المبكر -الذي يحدث بسبب لدغة حشرة القراد الأسود- عادة بانتشار طفح جلدي، كما أن ما بين 70 و80% من المرضى يعانون من هذه الأعراض.
ومع ذلك، فإن أعراضا أخرى لمرض لايم -مثل الحمى والصداع وآلام الجسم والتعب- لا تخص هذا المرض في حد ذاته، ويمكن بالتالي الخلط بينها وبين أعراض أمراض أخرى بسهولة، بما في ذلك “كوفيد-19”.
وهكذا، سيكون من الصعب تشخيص حالة المريض الذي لم يظهر عليه أي طفح جلدي، أو لم يكن يعلم أنه تعرض للعض من قبل حشرة القراد.
ورغم أنه يتم علاج مرض لايم بالمضادات الحيوية فإن أي تأخير في العلاج يمكن أن يؤدي إلى ظهور أعراض أكثر حدة واستمرارية، وإذا لم يتم علاجه فقد تنتج عن ذلك اضطرابات عصبية وإدراكية ومشاكل على مستوى القلب تؤدي إلى الوفاة.
ليست المشكلة الوحيدة
وحشرة القراد يمكن أن تنشر مجموعة من الأمراض، ويمكن للبعض منها أن تظهر أعراضا تشبه أعراض الإنفلونزا قد تؤدي إلى تشخيص خاطئ، خاصة حين لا تكون هذه الأمراض شائعة بين عامة السكان.
فالحمى المبقعة (Spotted fevers) هي مجموعة أخرى من الأمراض التي تنقلها حشرة القراد، ومن أخطر أنواع هذه الحمى حمى الجبال الصخرية المبقعة (Rocky Mountain spotted fever) التي يمكن أن تكون قاتلة، وغالبا ما ترتبط الحمى المبقعة بطفح جلدي.
لكن، قد لا يظهر الطفح الجلدي إلا بعد الحمى وأعراض أخرى شبيهة بالإنفلونزا، مما يعرض الشخص لنفس خطر الخلط بينه وبين “كوفيد-19”.
ويمكن علاج الحمى المبقعة بالمضادات الحيوية تماما كما هو الحال مع مرض لايم، ويمكن أن يؤدي تأخر العلاج إلى عدوى أكثر خطورة، لذلك من الضروري أن يكون التشخيص سريعا ودقيقا.
هل يزيد كورونا إمكانية التعرض للدغات القراد؟
تشير التقارير الأخيرة من جميع أنحاء العالم إلى أن الحياة البرية أصبحت أكثر خطورة هذا الربيع، خاصة مع منع التجول في الضواحي والمدن وتقليل حركة مرور الأشخاص والسيارات بسبب فيروس كورونا.
ومن غير الواضح ما إذا كانت هذه الظاهرة مدفوعة بالتغيرات في سلوك الحيوان، أم ناجمة ببساطة عن قضاء البشر وقتا أطول في منازلهم، لكن التغييرات في سلوك الحياة البرية يمكن أن يكون لها تأثير على الأمراض التي تنقلها حشرة القراد.
لا تقطع حشرات القراد مسافات كبيرة من تلقاء نفسها، حيث تبلغ أقصى مسافة تستطيع أن تسيرها حوالي 30 سنتيمترا في اليوم لبعض الأنواع، لكن يمكن أن تبلغ عشرات الكيلومترات أو أكثر إذا انتقلت عن طريق الغزلان أو الذئاب أو الطيور.
خذ احتياطاتك
شددت المجلة على ضرورة توخي الحذر الذي يعتبر مهما جدا للوقاية من الأمراض التي تنقلها حشرة القراد، كما يجب أن يكون الناس على دراية بالأنشطة التي قد تعرضهم للإصابة بمرض القراد.
وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي على الأطباء التفطن إلى إمكانية الإصابة بمرض تنقله حشرة القراد، نظرا للتداخل المحتمل للأعراض مع “كوفيد-19”.
وتماما مثل الوقاية من “كوفيد-19” يمكن أن تخفف الاحتياطات ذاتها بشكل كبير مخاطر الإصابة بالأمراض التي تنقلها حشرة القراد، ارتدِ قمصانا بأكمام طويلة وسراويل طويلة واستخدم طاردا لحشرة القراد عندما تكون في موطن تكاثرها، وتحقق من عدم وجود أي حشرة على ملابسك عندما تصل إلى المنزل.
ومن المهم أن تكون منتبها إلى احتمال إصابتك بمرض تسببه حشرة القراد، خاصة عند قضاء بعض الوقت في الهواء الطلق، ولكن ينبغي ألا يكون الخوف من القراد عائقا أمام الأشخاص الذين يستمتعون بالطبيعة.