فرض فيروس كورونا العمل عن بُعد على اليابانيين كبقية دول العالم، فأصبح المجيء إلى المكتب هو الاستثناء لديهم، وإن كانوا يرون فيه عيبين رئيسيين، رغم ما يوفره للموظفين من تجنب زحمة القطارات والمترو في الصباح.
يكمن العيب الأول..
بصعوبة العمل بكفاءة عندما يكون الموظف بين الأطفال طوال الوقت، حيث يصبح الأمر متعبا وغير فعال.
أما العيب الثاني..
ففي الحرمان من الذهاب إلى المحطة والمشي بين أروقة محطات المترو أو ممرات الشركة بما يمثله من رياضة يفقدها الموظف فجأة عند العمل عن بُعد، كما يقول تقرير نشرته صحيفة “لوبوان” (lepoint) الفرنسية.
ربع ربات البيوت لا يرغبن بعمل أزواجهن من المنزل، لأنه يعطل الانسجام الأسري، بحسب مسح أجراه معهد ميجي ياسودا
لا لعمل الأزواج من المنزل
أظهر مسح أجراه معهد “ميجي ياسودا” (Meiji Yasuda) على ألف أسرة لديها أطفال صغار، أن “ربع ربات البيوت لا يرغبن أن يعمل أزواجهن من المنزل، لأن ذلك يعطل الانسجام الأسري، فلا يعرفن كيفية إدارة التوازن بين العمل والحياة بشكل جيد”.
ولمواجهة هذه المعضلة، ظهرت عروض عمل عن بعد لكن خارج المنزل في مكاتب مؤقتة، النوع الأول منها يسمى “تليكيوب” (Telecube)، ويقدم الكفاءة على الرفاهية، أما الثاني فهو “وركيشن” (workation) ويقوم بالعكس، أي يقدم الرفاهية على الكفاءة.
تليكيوب عبارة عن أكشاك صغيرة أكبر قليلا من تلك المستخدمة سابقا لإجراء مكالمات، وتوجد بالأبراج التجارية في طوكيو
أكشاك “تليكيوب”
تليكيوب عبارة عن أكشاك صغيرة أكبر قليلا من تلك التي كانت تستخدم في السابق لإجراء مكالمات من الخارج، وتوجد على وجه الخصوص في أبراج المناطق التجارية بوسط طوكيو، وتحتوي على مقعد وطاولة ومنفذ طاقة ونقطة شحن “يو إس بي”، كما أنها مكيفة وعازلة للصوت، وتكلفة الخدمة فيها 250 ينا (2.35 دولار) لمدة ربع ساعة.
“وركيشن” هي الحل لمكافحة كورونا ومساعدة الفنادق بالترويج للعمل عن بعد في مكان مخصص عادة للإجازات
مصطلح “وركيشن”
أما “وركيشن” فهي أكثر سلاسة، وتروج لها وزارة البيئة اليابانية بدعم نشط من الأمين العام والمتحدث الرسمي للسلطة التنفيذية يوشيهيدي سوغا، ونحت اسمها من كلمتي عمل “work” وإجازة “vacation”، وهو مصطلح جديد تم إنشاؤه بهذا القطاع في اليابان منذ عدة سنوات، ولكنه لم يسبق له مثيل.
وفي خضم أزمة “كوفيد-19″، لم يعد مصطلح “وركيشن” يقتصر على دمج كلمتين في كلمة واحدة، ولكن أيضا رمى عصفورين بحجر واحد، كما يوضح سوغا قائلا “عندما يتعلق الأمر بمكافحة كورونا ومساعدة الفنادق من خلال الترويج للعمل عن بعد في مكان مخصص عادة للإجازات”.
وهكذا، تمتلئ الفنادق بشكل مصطنع بالعاملين عن بعد، ومن الناحية النظرية يجد الكل مراده، خاصة أن الدولة، من خلال ربط هذا المفهوم بحملة دعم “قم للسفر”، تغطي جزءًا من الإقامة وتكلفة الرحلة.