أين وصل العالم في تطوير علاج أو لقاح أو وسيلة وقائية لفيروس كورونا المستجد “سارس كوف 2” المسبب لمرض كوفيد-19؟ وهل نتوقع التوصل قريبا إلى لقاح؟ الجواب في هذا التقرير.
أعلنت منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة الماضي أنها لا تتوقع حملات تلقيح واسعة النطاق ضد فيروس كورونا المستجد قبل منتصف العام 2021.
وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس في مؤتمر صحفي بجنيف “دخل عدد كبير من اللقاحات التجريبية الآن المرحلة الثالثة من التجارب، نحن نعرف ما لا يقل عن 6 إلى 9 لقاحات تجريبية قطعت بالفعل شوطا طويلا في مراحل البحث”.
وأضافت “لكن في ما يتعلق بجدول زمني واقعي لا نتوقع حقا أن نرى لقاحا يعطى على نطاق واسع قبل منتصف العام المقبل”، في وقت تتسارع التحضيرات لتوزيع لقاح، خصوصا في الولايات المتحدة.
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن “منظمة الصحة العالمية لن تصدق على لقاح غير فعال وغير آمن”.
والتالي.
أبرز التطورات الطبية بشأن آخر ما توصل إليه العلماء حول علاجات ولقاحات ووسائل الوقاية من عدوى كورونا:
بخاخ أنفي
نبدأ من فرنسا، حيث يعتقد فريق من الباحثين أنهم وجدوا بديلا علاجيا لفيروس كورونا، وذلك من خلال بخاخ أنفي أو قرص “برشام” (lozenge) يوضع تحت اللسان لمنع انتشار الفيروس، وذلك وفقا لتقرير في مجلة لوبوان الفرنسية.
وقالت المجلة إن بيانا صحفيا أصدره المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي أكد اكتشاف الباحثين “ببتيدا” (peptide) (سلسلة من الأحماض الأمينية)، والذي يمنع إصابة خلايا الرئة بفيروس سارس كوف 2 المسبب لكوفيد-19.
وأكد رئيس هذا الاكتشاف الأستاذ في مختبر الكيمياء الجزيئية بالسوربون فيليب كارويان أن فيروس كورونا يستخدم بروتين “سبايك” (Spike) للانتشار في خلايا الرئة، وأن اكتشافهم -الذي لا يزال قيد الدراسة والتحقق قبل النشر- يمكن أن يمنع هذا التطفل بمعدل عدة جرعات لليوم، وقال “إنهم تقدموا بسرعة بسبب العمل 18 ساعة يوميا”.
وأضاف الأستاذ أن هذا العلاج -إن ثبتت فعاليته- يمكن أن يكون متاحا بحلول نهاية العام بشرط جمع الأموال اللازمة لتسويقه.
وأشار كارويان إلى أن هذا العلاج تم اختباره فقط في المختبر على خلايا الرئة، ولم يتم اختباره على البشر، وقد تم إيداع طلب براءة اختراع له من قبل العلماء في مايو/أيار الماضي.
الستيرويدات القشرية
أوصت منظمة الصحة العالمية بـ”استخدام الستيرويدات القشرية لدى المصابين بأعراض حادة لكوفيد-19 أو لمن هم في حال حرجة”، في ضوء دراسات تظهر أن هذه الأدوية تخفف معدلات الوفيات وفق توجيهات نشرت الجمعة في مجلة “بي إم جي” (BMG) الطبية.
والستيرويدات القشرية “الكورتيكوستيرويدات” هي نوع من الهرمونات تنتج في الغدة الكظرية كما توصف كأدوية.
وكان تحليل لـ7 تجارب دولية أشار الأسبوع الماضي إلى أن علاج مرضى الحالات الحرجة المصابين بكوفيد-19 بأدوية من عائلة الستيرويدات يحد خطر الوفاة بنسبة 20%.
وجمع التحليل بيانات تجارب منفصلة على جرعات منخفضة من العقاقير هيدروكورتيزون وديكساميثازون وميثيل بريدنيزولون، وتوصل إلى أن الستيرويدات تعزز معدلات إنقاذ حياة مرضى كوفيد-19 التي تستدعي حالاتهم دخول غرفة العناية المركزة.
وقال الباحثون في بيان “يعادل هذا بقاء نحو 68% من المرضى (الأكثر إصابة بكوفيد-19) على قيد الحياة بعد علاجهم بالكورتيكوستيرويدات مقارنة ببقاء نحو 60% على قيد الحياة في غياب الكورتيكوستيرويدات”.
وقال جوناثان ستيرن أستاذ الإحصاء الطبي وعلم الأوبئة في جامعة بريستول البريطانية وأحد المشاركين في التحليل إن “الستيرويدات علاج رخيص ومتوفر بالفعل، وأكد تحليلنا فعاليته في الحد من الوفاة بين مرضى الحالات الحرجة المصابين بكوفيد-19”.
وأشار إلى أن التجارب -التي أجراها باحثون في بريطانيا والبرازيل وكندا والصين وفرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة- بعثت رسالة متسقة مفادها أن هذه الأدوية مفيدة لمرضى الحالات الحرجة بغض النظر عن السن أو النوع أو فترة المرض.
وتعزز النتائج المنشورة في دورية الجمعية الطبية الأميركية نتائج قوبلت بالثناء بوصفها انفراجة كبرى وأعلن عنها في يونيو/حزيران عندما أصبح ديكساميثازون أول دواء يظهر فعالية في الحد من معدلات الوفاة بين مرضى الحالات الحرجة المصابين بكوفيد-19.
ومنذ ذلك الحين، يستخدم ديكساميثازون على نطاق واسع في أقسام العناية المركزة في بعض الدول لعلاج مرضى كوفيد-19.
وقال الباحثون إن الفائدة تحققت حتى مع مرضى كانوا على أجهزة التنفس الصناعي عند بدء العلاج.
اللقاح الروسي
في روسيا، وبعد نحو شهر من إعلان السلطات التوصل إلى لقاح ضد كورونا المستجد نشر باحثون دراسة تظهر أن اللقاح “سبوتنيك في” (Sputnik V) يعطي نتائج أولية مشجعة.
وأظهرت دراسة أولية نشرت في المجلة البريطانية الطبية “ذي لانسيت” (The Lancet) -ونقلتها وكالة الأنباء الفرنسية- أن اللقاح قيد التطوير في معهد “غاماليا” للأبحاث في روسيا أحدث استجابة مناعية، ولم يخلف آثارا جانبية خطيرة، ونشر المقال بعد تقييم لجنة إعادة قراءة مؤلفة من علماء مستقلين.
لكن العلماء حذروا من أن هذه التجارب محدودة لإثبات سلامة اللقاح التجريبي وفعاليته، إذ لم تشمل سوى 76 مشاركا، فهذه النتائج لم تثبت بعد أن اللقاح يقي بشكل فعال من فيروس كورونا المستجد، الأمر الذي ينبغي أن تظهره دراسات أوسع، بحسب خبراء.
لقاح المكسيك قد يكون جاهزا في الربيع
قالت باحثة تنسق جهود المكسيك إن بلادها تعمل لإنتاج اللقاحات الخاصة بها لكوفيد-19، ومن الممكن أن يكون أحدها جاهزا في الربيع المقبل.
وقالت إستر أوروسكو منسقة المجموعة العلمية التي تمثل المكسيك في تحالف ابتكارات التأهب للأوبئة إن بحثا يقوم على فيروس ينقل مرض نيوكاسل (Newcastle disease) بين الطيور هو الأكثر ترجيحا لإنتاج اللقاح الأول لفيروس كورونا في المكسيك.
وأضافت أوروسكو أن اللقاح جاهز لبدء المرحلة الأولى من التجارب على البشر.
وقالت في مقابلة مع رويترز “إنها متقدمة، أعتقد أنه سيكون جاهزا بحلول الربيع أو بداية الصيف”.
وقالت إن تجارب لقاح شركة “أفيميكس” Avimex ستبدأ “بعشرات الناس”.
وستشهد مرحلة ثانية مشاركة “مئات المرضى” في التجارب، قبل أن يشارك آلاف المتطوعين في دراسات المرحلة الثالثة والأخيرة.
ولم ترد أفيميكس -التي تصنع اللقاحات والمنتجات الدوائية للحيوانات- على طلب للتعليق.
واشنطن تستعد
حثت واشنطن مختلف الولايات الأميركية على الاستعداد لبدء إعطاء لقاح مرتقب بحلول الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، مما أثار مخاوف من أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تسارع لبدء توزيع لقاح قبل انتخابات المقررة في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني.
وفي ظل الإجراءات العادية على الباحثين الانتظار لأشهر أو سنوات للتحقق من أن اللقاحات المرشحة آمنة وفعالة.
لكن كان هناك ضغط هائل لطرح لقاح بسرعة مع استمرار الوباء في التسبب بخسائر بشرية واقتصادية.