كما أن “دخول الحمام مش زي خروجه”.. بحسب المثل الشعبي المصري، كذلك فإن دخول المصعد بلا كمامة ليس كالخروج منه أيضا في زمن “كورونا” المستجد.
وفقا لدراسة جديدة أثبتت أن الرذاذ الناتج عن سعال أحدهم داخل مصعد، يبقى منتشرا فيه طوال 30 دقيقة إذا بقي بابه مغلقا، وهو ما تأكد منه خبراء جامعة أمستردام عبر تجارب ميدانية، وجدوا معها أن الرذاذ يبقى داخل المصعد 4 دقائق إذا كان بابه مفتوحا، لذلك فاستخدام الكمامة قبل الدخول إلى أي مصعد هو الحل للابتعاد عن الخطر، أو إبقاء الباب مفتوحا بعد كل استخدام للمصعد.
الفريق العلمي القائم بالتجارب، قاده العالم Daniel Bonn من كلية العلوم بالجامعة الهولندية، فيما تم نشر الدراسة ونتائجها في مجلة Indoor Environment and Health المعروفة كدورية دولية عن الصحة والبيئة الداخلية، وفيها ذكر دانيال بون أن فريقه ابتكر فوهة رذاذ لتكوين حجم وشكل الهباء الجوي الناتج عن السعال، ثم قام برش القطرات المحاكية في مصعد، واستخدم الليزر لإضاءة الجسيمات حتى يمكنه عدها وتتبعها بمرور الوقت.
بعدها أجرى الفريق سلسلة تجارب في مصعد أثناء التشغيل العادي، حيث كان الباب مفتوحا من 10 إلى 20% من الوقت، وخلال هذه العملية العادية اكتشف أن الرذاذ يستغرق من 12 إلى 18 دقيقة داخل المصعد قبل أن يتناقص، فيما تقل هذه المدة من دقيقتين إلى 4 دقائق عندما يكون باب المصعد مفتوحا بشكل دائم، بحسب ما تلخص “العربية.نت” ما نقلته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية من الدراسة الوارد فيها أيضا أنه خلال دورات العمل العادية، يمكن أن يظل البصاق لمدة تصل إلى 10 دقائق بعد سعال الشخص المصاب.
أما البلغم المحتوي على الفيروس..
وهو مزيج من اللعاب والمخاط ينتج من مرضى أحد المستشفيات مثلا، فأوضح الفريق أنه يمكن أن يحمل ما بين 10 آلاف إلى مليار نسخة من الفيروس لكل ملليلتر، فيما ينتج التحدث بصوت عال مئات الآلاف من القطرات في الدقيقة، في حين أن السعال الواحد يمكن أن ينتج بالفعل ملايين القطرات، وإذا استنشقت الهواء داخل المصعد بعد أن يتحدث الشخص المصاب أو يسعل، فأنت تستوعب ما يصل إلى آلاف جزيئات “الكورونية” بالدقيقة.
وفي “يوتيوب” عدد كبير من الفيديوهات التي تحذر من الدخول إلى المصعد، من دون اتخاذ احتياطات ضرورية للابتعاد عما قد يكون بداخله من أخطار فيروسية، ومنها الفيديو الذي اختارته “العربية.نت” أعلاه، وهو قديم بعض الشيء، لكنا نجد فيه أحد الأطباء وهو يشرح بعض تلك المخاطر وكيفية الحماية منها، وأهمها استخدام الكمامة، كسلاح رخيص وفاعل.