ما السبب الذي يجعل أدمغتنا عاجزة عن الامتناع بل تسارع إلى دفعنا لالتهام البطاطس المقلية وشطائر البرغر التي تقطر دهونا، رغم علمنا الكامل بأنها ضارة بصحتنا؟ الجواب هنا…
وتقول الكاتبة آدا نونيو، في تقرير نشرته صحيفة الكونفدنسيال الإسبانية، إن هناك عدة أسباب لهذا الأمر، تشمل:
1- بالنسبة لأجدادنا القدماء فإن السكر والملح والدهون مثلت أغذية ضرورة للبقاء على قيد الحياة، ولهذا تطورت لدى البشر رغبة في تناول هذه الأشياء. ولكن بما أن هذه الأغذية لم تكن متوفرة بكثرة في تلك العصور، فإن أسلافنا لم يحتاجوا لعزيمة فولاذية أو اختصاصي تغذية لترشيد استهلاكها.
2- وراء العينين توجد القشرة المخية الجبهية، وهي المنطقة المخية التي تركز على عمليات التحليل الذهني واتخاذ القرارات، وفي هذه المنطقة يستجيب الكثير من الخلايا العصبية لمختلف الأحاسيس، ولسبب ما فإن هذه الخلايا تعشق السكر، ولهذا فإنها دائما توافق على أي فكرة تتعلق بتناول المحليات والعصائر والكعك. ولا تنشط فقط عند الأكل، بل حتى لمجرد التخطيط للأمر.
3- جيناتنا تؤثر بشكل كبير على عملية اختيارنا للطبق الذي سنتناوله، وبعض الناس أكثر ميلا لاختيار الأطعمة غير الصحية.
4- اليوم هنالك عامل جديد يؤثر بشكل كبير هو شبكات التواصل الاجتماعي، فالبعض يختار طبقا جميل الشكل أو يبدو شهيا بما يكفي ليجلب الأنظار عندما يتم تصويره ونشره على الإنترنت.
وترى الكاتبة أنه بإمكاننا خداع أدمغتنا، بناء على حقيقة أن الخلايا العصبية لا تنشط فقط عند الأكل بل حتى عند التخطيط للأكل.
وتقول الكاتبة، “تخيل أنك تقف في مركز التسوق حاملا في يدك علبتين فيهما حساء، الأولى كتب عليها (مغذ ولذيذ) والثانية كتب عليها “حساء الخضر”. في هذه الحال ستكون نظرتك لكل علبة مختلفة رغم أنهما تحتويان على الشيء نفسه، فالخلايا العصبية ستنشط وسيبدو لك الحساء الأول أفضل وألذ من الثاني”.
هذه الخدعة تحدث معنا دائما، فعلى سبيل المثال عندما يقال إن نوعا من الجبن ألذ من الآخر لمجرد أنه أنتج في مزرعة قديمة، عندها تتدخل خلايانا العصبية وتتخذ القرار.
لذلك في المستقبل قد نتمكن من دراسة وفهم ما يحدث في أدمغتنا لنتمكن من تصميم الطعام المناسب لنا وتدريب الخلايا العصبية على تقليل اهتمامها بالملصقات الدعائية واللافتات التي تعدنا باللذة والمتعة وزيادة الاهتمام بالفوائد الغذائية، ما يعني اتخاذ قرارات غذائية أكثر حكمة.