عندما سجلت الهند أولى الإصابات بفيروس كورونا المستجد، في أواخر يناير الماضي، أبدى العلماء تخوفا من انتشار الوباء على نطاق واسع في البلد الآسيوي، نظرا إلى كثافته السكانية العالية، وذاك ما حصل بالفعل، لكن حالة مرضى كثيرين بـ”كوفيد 19″ في الهند أحدثت حيرة في الأوساط الطبية والبحثية.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، فإن دراسة طبية ضخمة كشفت أن بيانات المصابين بفيروس كورونا في الهند، وعددهم يتجاوز 6 ملايين، تحمل الكثير من المفاجآت.
وشملت الدراسة الطبية عينة من 85 ألف مصاب إلى جانب 600 ألف من الأشخاص المخالطين، ويرى الباحثون أن العمل الأكاديمي المنشور في صحيفة “جورنال” ساينس” ربما يقدم دليلا مفيدا للدول ذات الدخل المتوسط.
ومن بين المفاجآت التي كشفتها الدراسة:
تفاوت مدة الاستشفاء من فيروس كورونا بعد الإصابة بالعدوى، إذ يصل متوسط هذه المدة إلى 5 أيام فقط في الهند بينما تمتد إلى أسبوعين في الولايات المتحدة.
لكن هذا التفاوت قد يكون ناجما عن ضعف البنية الطبية في البلد الآسيوي مقارنة بالولايات المتحدة، لأن عددا من المرضى في الهند ربما يجدون صعوبة في العثور على سرير طبي يُعالجون فيه، حتى يتماثلون للشفاء، مما قد يؤثر على الأرقام الإجمالية.
أما المفاجأة الثانية..
في الدراسة فهي انخفاض نسبة الوفيات بين المسنين الذين تجاوزوا الخامسة والستين من العمر، بينما يشاع طبيا أن كبار السن هم الأكثر عرضة لأن يصابوا بالأعراض الأشد لفيروس كورونا الذي ظهر في الصين أواخر العام الماضي ثم تحول إلى جائحة عالمية.
ولا يخلو هذا الأمر بدوره من الجدل..
لأن بعض الباحثين يرجحون أن تكون الهند قد كسرت هذه القاعدة لأن الفقراء قلما يعيشون أكثر من 65 سنة بسبب ظروفهم الاجتماعية الصعبة وضعف نظام الرعاية الصحية، فيما يشكل الأثرياء نسبة مهمة ممن يعيشون حياة مديدة.
وتعد الهند ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، الذي يصل إلى 1.3 مليار، وتشكل بيئة ملائمة لاحتضان الفيروسات وانتشارها بحسب خبراء الصحة.
وأوضحت الدراسة التي تعقبت المخالطين أن الأطفال قد يصابون بفيروس كورونا، بغض النظر عن أعمارهم، وهو ما يؤكد أن هذه الفئة ليست في مأمن من الوباء.
وعلى صعيد آخر..
أوضحت الدراسة أن فئة محدودة من حاملي الفيروس هي التي تؤدي غالبا إلى انتشاره على نطاق واسع.
ويوضح الباحث في علم الأوبئة بجامعة كاليفورنيا جوزيف ليونارد، أن أغلب الإصابات بفيروس كورونا تحدث في الدول الفقيرة، لكن البلدان الغنية هي التي تقدم بيانات مفصلة بشأن انتشار العدوى، ولذلك “يبدو” أنها الأكثر تضررا.