ما فصيلة الدم التي ترتبط بأقل خطر للعدوى بفيروس كورونا المستجد المسبب لمرض “كوفيد-19″، وما فصائل الدم التي ترتبط بخطر أقل للمضاعفات، وما فصائل الدم التي ترتبط بمضاعفات أخطر، ثم كيف تعرف أن الفيروس قد وصل للرئتين؟
نبدأ مع فصائل الدم وعدوى كورونا، إذ أظهرت دراسة جديدة أن فصيلة الدم “أو” (O) ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بعدوى فيروس كورونا. ونشرت الدراسة في مجلة “بلد أدفانسس” (Blood Advances).
وشملت الدراسة 473 ألفا و654 شخصا في الدانمارك تم اختبارهم لفيروس كورونا بين 27 فبراير/شباط 2020 و30 يوليو/تموز 2020.
ويعتمد نوع فصيلة الدم على وجود أو عدم وجود بروتينات معينة على خلايا الدم الحمراء، وهذه البروتينات تسمى مولدات الضد (أنتيجين)، وتتحدد فصيلة الدم بالوراثة من الأبوين.
وتوجد 4 فصائل للدم، وهي فصيلة “أو” (O)، وفصيلة “إيه” (A) وفصيلة “بي” (B)، وفصيلة “إيه بي” (AB).
ووجد العلماء أن الخطر النسبي للإصابة بفيروس كورونا المستجد كان 0.87 لدى الأشخاص الذين يحملون فصيلة الدم “أو” (O)، مقارنة بنسبة 1.09 لفصيلة الدم “إيه” (A)، و1.06 لفصيلة الدم “بي” (B)، و1.15 لفصيلة الدم “إيه بي” (AB).
وهذا يعني من ناحية إحصائية أن حاملي فصيلة الدم “أو” (O)، هم أقل عرضة لخطر العدوى بفيروس كورونا المستجد.
ونؤكد هنا أن كونك تحمل فصيلة الدم “أو” (O) لا يعني أبدا أنك محصن من فيروس كورونا، وهذه الدراسة للاسترشاد فقط، أما الطريقة الوحيدة لحماية نفسك من كورونا فهي الالتزام بمعايير التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة واتباع إرشادات النظافة الشخصية، واتباع تعليمات المنظمات الصحية في بلدك.
فصائل الدم ومضاعفات كورونا الخطيرة
ننتقل إلى دراسة جديدة أخرى، والتي وجدت أن مرضى “كوفيد-19” أصحاب فصيلة الدم “إيه” (A) أو “إيه بي” (AB) يتعرضون لخطر متزايد للحاجة إلى التهوية الميكانيكية (mechanical ventilation)، مقارنة بأولئك الذين لديهم فصيلة الدم “أو” (O) أو “بي” (B)، أي أن وضعهم يتدهور لدرجة تتطلب مساعدة الرئتين لديهم على التنفس.
والتهوية الميكانيكية..
هي علاج يساعد الشخص في التنفس عندما يجد صعوبة بالتنفس أو يصبح غير قادر على التنفس وحده، حيث يقوم جهاز التنفس الصناعي بدفع تدفق الهواء إلى رئتي المريض لمساعدته في التنفس.
وجمع الباحثون بيانات حول مرضى وحدة العناية المركزة الذين تم إدخالهم في 6 مستشفيات في فانكوفر (الكندية) في الفترة ما بين 21 فبراير/شباط و28 أبريل/نيسان الماضيين. ونشرت الدراسة في مجلة “بلد أدفانسس” (Blood Advances).
وقال الباحثون إنه يبدو أن مرضى “كوفيد-19” من فصيلة الدم “إيه” (A) أو “إيه بي” (AB) يظهرون شدة مرضية أكبر من المرضى الذين لديهم فصيلة الدم “أو” (O) أو “بي” (B).
5 علامات تدل على أن كورونا أصاب الرئتين
تتفاوت أعراض “كوفيد-19” في حدتها بين المرضى، إذ تكون خفيفة بالنسبة للبعض، وشديدة بالنسبة للبعض الآخر. لكن متى نعرف أن الفيروس أصاب الرئتين؟
في تقرير نشرته مجلة “سانتي بلوس” الفرنسية، قالت الكاتبة “روز إيه” (Rose A)، إن ضيق التنفس من أبرز الأعراض التي يعاني منها المصابون بكوفيد-19، والسبب أن فيروس كورونا المستجد يصيب الرئتين في أغلب الحالات وقد يسبب مضاعفات خطيرة، ومن هنا يحتاج الكثير من المرضى إلى الدعم بأجهزة التنفس الاصطناعي.
ونقل التقرير عن الطبيبة السريرية ديبورا لي، نصيحتها لمرضى كورونا بالانتباه جيدا للأعراض الذي تظهر عليهم، وأن يسارعوا إلى مراكز الرعاية الصحية في حال لاحظوا بعض العلامات الذي تدل على تضرر الرئتين.
وتنبه الاختصاصية التي سبق لها العمل في هيئة الخدمات الصحية البريطانية، إلى 5 أعراض تدل على أن فيروس كورونا أصاب الرئتين، وهي:
1- السعال الشديد
يعد السعال الجاف والكحة من الأعراض المتواترة لدى مرضى “كوفيد-19”. ورغم أن السعال يساعد في حماية الجسم من الجزيئات التي يحملها الهواء، فإن النوبات الحادة والمتواترة تدل على تدهور الحالة.
ويمنع السعال وصول الأكسجين إلى الرئتين ويمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة، وعندما يصبح أكثر حدة، فذلك ينذر بحدوث التهاب رئوي حاد.
2- صعوبة التنفس
يعاني بعض مرضى “كوفيد-19” من ضيق التنفس، وكلما زادت صعوبة التنفس تدهورت الحالة الصحية للمريض.
وعندما يعيق ضيق التنفس الأنشطة اليومية البسيطة، ويصبح المشي أو صعود السلالم أمرا شاقا، فعليك أن تدرك أن حالتك ليست على أفضل ما يرام.
3- التعب الشديد
غالبا ما يعاني مرضى “كوفيد-19” من التعب الشديد، نظرا لما يسببه الفيروس من حمى وتعرق وسعال وجفاف، وبالتالي إحساس بالخمول والإرهاق، مما يمنع المريض من ممارسة أنشطته اليومية بشكل طبيعي، ويعد ذلك دليلا على تفاقم الالتهاب الرئوي.
4- ازرقاق الشفاه
عندما يتحول لون الشفاه أو أصابع اليدين أو القدمين إلى الأزرق، فهذه علامة على تراجع وظائف الرئة. وقد لا يحصل الجسم على ما يحتاجه من الأكسجين ويحصل نوع من الاحتقان بثاني أكسيد الكربون.
كما أن لون الدم يتحول إلى الأحمر الداكن عندما لا تصله النسبة الكافية من الأكسجين، فيميل لون الشفاه إلى الزرقة.
5- ألم في الصدر
يمكن أن يسبب الالتهاب الرئوي ألما في الصدر لعدة أسباب، فعندما ينتقل الالتهاب إلى بطانة الرئة أو ما يعرف بغشاء الجنب، فإنه يسبب “التهاب الجنبة”، وينجر عن ذلك ألم في الصدر يتفاقم عند استنشاق الهواء أو السعال، وكذلك عند تشنج العضلات الوربية.
وباء مركب
ونختم بدراسة وجدت أن العالم يواجه عاصفة عاتية من زيادة معدلات الإصابة بأمراض مزمنة وأمراض معدية مستمرة وإخفاقات في الصحة العامة، وهو ما تسبب في زيادة معدلات الوفاة خلال جائحة “كوفيد-19”.
وقالت الدراسة إن تفشي فيروس كورونا وتداخل الجائحة مع زيادة عالمية مستمرة في أمراض مزمنة مثل السمنة والسكري، إضافة إلى مخاطر بيئية مثل تلوث الهواء، كل ذلك أدى لتفاقم أعداد الوفيات بسبب الإصابة بالفيروس.
وتحمل الدراسة عنوان “العبء العالمي للأمراض” وهي الأكثر شمولا من نوعها. ونشرت في دورية لانسيت الطبية، ونقلتها رويترز.
وحللت الدراسة 286 سببا للوفاة و369 من الأمراض والإصابات و87 عامل خطورة في 204 بلدان ومناطق، لتقديم صورة للوضع الصحي الأساسي لسكان العالم وتأثير “كوفيد-19”.
وقال ريتشارد هورتون رئيس تحرير دورية لانسيت (Lancet)، إن “كوفيد-19 حالة طوارئ صحية خطيرة”. ووصف اقتران جائحة كورونا وارتفاع معدلات الإصابة العالمية بالسمنة والسكري وغيرها من الأمراض المزمنة بأنها “وباء مركب”.
وخلصت الدراسة إلى أن أهم أسباب اعتلال الأشخاص في عمر الـ 50 وما فوقه على مستوى العالم، هو مرض القلب الإقفاري والسكتات الدماغية والسكري.
أما في الفئات الأصغر عمرا بين 10 و49 سنة، فكانت حوادث الطرق ومرض نقص المناعة المكتسب “الإيدز” وألم أسفل الظهر واضطرابات الاكتئاب هي الأكثر شيوعا.
كما كشفت أن زيادة الأمراض المزمنة المقترن بإخفاقات الصحة العامة في مواجهة عوامل الخطورة التي يمكن تجنبها، جعلت سكان العالم أكثر ضعفا في مواجهة الطوارئ الصحية مثل جائحة كورونا.
وقال هورتون إن الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة السكر في الدم والسمنة وارتفاع معدل الكوليسترول، وهي أعراض يعاني منها الملايين في أنحاء العالم، لعبت دورا مهما في وفاة ما يربو على المليون بسبب الإصابة بكوفيد-19 حتى الآن.
وأضاف أن هذه الأعراض ناجمة عن أنظمة غذائية غير صحية وعدم ممارسة الرياضة بمعدلات كافية. وتابع “سنواصل تحديد الوضع الصحي في كل بلد بعد انحسار الجائحة”.