تقوم أجهزة التتبع المخفية في الغالبية العظمى من مواقع الإنترنت بجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن المستخدمين، وتحاول ربط هذه البيانات بسلوك الزوار والمستخدمين عبر شبكة الإنترنت أو خارجها، وذلك لتقديم إعلانات تجارية مستهدفة شرائح محددة.
ومن أجل خدمة المستخدمين تتحد مؤسسات تقنية عدة معا من أجل معيار إنترنت جديد من شأنه تعزيز الخصوصية وتحسينها للمستخدمين، وحماية أنشطتهم عبر الشبكة العالمية.
وتقدم مبادرة “مراقبة الخصوصية العالمية” (Global Privacy Control) -التي تضم عددا من التطبيقات والمتصفحات ومحركات البحث- خيارا يمكّن المستخدمين من وضع “إعداد” على متصفحاتهم ليخبر كل موقع يزورونه بعدم الرغبة في بيع البيانات الشخصية أو مشاركتها مع أي جهة أو شخص آخر، وعلى مواقع الويب أن تحترم هذه الرغبة، حسب تقرير لموقع فوكس (Vox) الأميركي.
ويهدف الإعداد إلى..
منع مواقع الويب من إنشاء ملف تعريف رقمي للمستخدمين، ويعد دعما لحركة الخصوصية وبناء بيئة تصفح لا تعتمد على جمع بيانات المستخدمين من أجل الربح، ولا تزال الأداة الجديدة في مرحلتها التجريبية.
ورغم احتواء بعض المتصفحات على أدوات مدمجة (أو ملحقات متوفرة) تهدف إلى إيقاف التتبع، فإنها ليست فعالة دائما، ومع وجود قوانين مثل قانون خصوصية المستهلك في كاليفورنيا (CCPA) الذي يمنح المستخدمين الحق في مطالبة الشركات بعدم بيع بياناتهم، لكن يتعين على هؤلاء المستخدمين تقديم هذا الطلب لكل موقع يزورونه، وهي عملية تستغرق وقتا طويلا جدا بالنسبة لمعظم الأشخاص.
أما باستخدام أداة “مراقبة الخصوصية العالمية” سيكون هذا الطلب تلقائيا، ويتم تقديمه بمجرد زيارة الموقع، وإذا كنت في منطقة تلزم بذلك قانونا -مثل كاليفورنيا- فسيتعين على مواقع الويب الالتزام بطلبك.
وقد لا تقدّم هذه الميزة الكثير في الوقت الحالي، ولكنها رغم ذلك تفيد بعض المستخدمين، وهي متاحة الآن على متصفح الهاتف المحمول “دوك دوك غو” (DuckDuckGo)، وفي طور إضافتها إلى متصفح “بريف” (Brave).
ويمكن الحصول عليها كذلك من خلال امتداد (إضافة) “برايفسي بادجر” (Privacy Badger) المتاح في معظم المتصفحات.
ولكن كما يشير موقع “ويرد” (Wired)، قد تمر سنوات عدة قبل أن تدخل أداة مراقبة الخصوصية العالمية حيز التنفيذ والتفعيل الكامل.