إلقاء الأوامر والتعليمات وتوقيع العقوبات لا يصنعان من المدير قائدا ناجحا، لكن الإدارة الحكيمة لفريق متنوع الشخصيات يحقق الأهداف في بيئة عمل مثالية تصنع منك مديرا ناجحا، من هنا تأتي النقطة الأساسية لإدارة الفريق، وهي كيفية تحفيز الموظفين لتقديم أفضل ما لديهم في العمل.
في تقرير نشرته مجلة “بسيكولوخيا إي منتي” Psicologiaymente الإسبانية، قدم الكاتب أندرياس كاريو بعض الطرق والأساليب الضرورية من أجل تحفيز فريق العمل.
ما هو التحفيز في العمل؟
عندما يتعلق الأمر بالتحفيز في العمل فإن المقصود من ذلك العوامل التي تشجع الموظف على القيام بواجبه بشكل مرضي.
وحين يكون العمل ضمن فريق أو مجموعات فإن هذا الدافع ينبغي أن يكون جماعيا، بحيث ينبغي على جميع أعضاء الفريق التعاون مع بعضهم البعض للقيام بالمهام الموكلة لهم على أكمل وجه.
وتتمثل الفكرة في أن كل عضو من فريق العمل سيكون موجها نحو إنجاز المهمة المطلوبة منه بما يتناسب مع مصالح المؤسسة.
وأشار الكاتب إلى أن هناك مصدرين للتحفيز، أحدهما داخلي والآخر خارجي، ويمثل الحافز الداخلي كل ما يرغب فيه الشخص من أجل تحقيق أهدافه، مثل اكتساب خبرة في العمل.
أما الحافز الخارجي فيشمل كل ما سينتج عن العمل بجد، أي أن التحفيز قائم على ما سيحصل عليه الموظف بعد إنجاز مهامه على أكمل وجه، مثل ترقية أو علاوة على الراتب أو مكافأة.
كيف تحفز الفريق في العمل؟
يقدم الكاتب قائمة بأفضل التقنيات والنصائح بشأن كيفية تحفيز فرق العمل وفقا لعلم النفس التنظيمي:
القيادة الجيدة
من أجل تحقيق الفريق أداء جيدا فإن من المهم ألا يركز قائده على إدارة المشروع فقط، بل يكون قادرا أيضا على العمل مع مختلف أعضاء الفريق، فالقائد الجيد لا يطالب موظفيه بالنتائج فحسب، وإنما ينبغي أن يهتم أيضا بتغطية احتياجاتهم، ومراعاة الدوافع الشخصية المختلفة لكل واحد منهم.
العلاوة على الراتب أو المكافآت العرضية لا تكفي لتحفيز الفريق على بذل قصارى جهده
الحوافز الجيدة
يرى الكاتب أن العلاوة على الراتب أو المكافآت العرضية لا تكفي لتحفيز الفريق على بذل قصارى جهده لأنها مجرد دوافع قصيرة الأجل، وبعد فترة وجيزة سيشعر أعضاء فريق العمل بعدم الرضا مجددا.
وتتمثل أفضل الحوافز في توفير بيئة عمل مثالية للموظفين تضمن تقديمهم الأداء اليومي المطلوب بحيث لا يشعرون بالضغط الشديد أو عدم الارتياح بشأن وضع عملهم، ومن الضروري أن تحدد لكل عضو في الفريق بوضوح الدور الذي يجب أن يضطلع به.
منع المضايقات في العمل
إن التعرض للمضايقات في مكان العمل من بين أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الموظفين يشعرون بالإحباط، مما يقلل إنتاجيتهم ورضاهم.
ويجب أن نكون منتبهين لمثل هذه التصرفات داخل مجموعات العمل حتى لا نسمح لأي شخص بأن يتعرض لها أو يكون سببا فيها.
برامج ما بعد العمل
يهدف هذا النوع من المبادرات إلى توفير المعارف والأدوات التي من شأنها أن تساعد الموظفين على تحسين جودة حياتهم بشكل عام وتعزيز أدائهم في العمل أيضا، فعلى سبيل المثال تعتبر بعض برامج ما بعد العمل -مثل ورش عمل حول الإدارة العاطفية، ومحادثات بشأن التواصل الحازم في العمل، وممارسة أعضاء الفريق أي نشاط رياضي- طريقة ناجحة لتحفيز الموظفين.
تتمثل أفضل الحوافز في توفير بيئة عمل مثالية للموظفين
توفير المعلومات للفريق
يزيد حس المسؤولية لدى أفراد فريق العمل وقيامهم بمهام ضمن نطاق تخصصهم في مضاعفة أدائهم، لذلك، يجب أن يتأكد القائد من توفير معلومات كافية لموظفيه ليشعروا بأنهم على علم بكل ما يحدث داخل بيئة العمل.
الاعتراف بالجهد
يحب كل موظف متميز أن تتم الإشادة بجهوده، وبمجرد إخبار الموظفين بأنهم يقومون بعمل جيد في مرحلة معينة من العمل سيساعدهم هذا على الشعور بأن ما يبذلونه من جهود مهم.
مشاركة القائد
هناك خطأ شائع إلى حد ما بين قادة فرق العمل، وهو الاعتقاد بأنه يكفي إعطاء التوجيهات الضرورية لمجموعة العمل للقيام ببقية المهام، وهذه الطريقة لا تحفز الموظف أبدا، فالقائد الجيد لا يقدم التوجيهات فحسب، بل يشارك أيضا بنشاط في عملية تنفيذ المهام، وهو بذلك يُظهر للموظفين أنه أيضا واحد منهم، ويقدم القدوة لهم.
الدوران الوظيفي المعتدل
لن يرغب أي عضو في الفريق بأن يمر عبر عمليات الدوران الوظيفي، ولهذا السبب ينبغي عليك توخي الحذر عند اعتماد هذا الأسلوب خلال العمل على مشروع ما.
وفرض هذا الأسلوب من الممكن أن يشعر الموظف بالإحباط في مجموعتك، وبدلا من ذلك، من الأفضل إنشاء مجموعات مستقرة يشعر فيها كل عضو بالأمان في منصبه حتى لا ينتابه شك في أنه سيتعين عليه في أي لحظة تغييره منصبه ومهامه.