عندما تشعر بالتوتر، قد تنتابك الرغبة بالصراخ أو اللجوء إلى الأكل العاطفي كوسيلة تساعدك على الهدوء وإعادة التركيز، فيما تقلّل ممارسة الهوايات البسيطة احتمال التصرف بطريقة سلبية خلال الشعور بالغضب والتوتر.
ونقلت الكاتبة بريتني رايشر، في تقرير نشره موقع “ليف سترونغ” (livestrong) الأميركي، عن سارة بريسمان، أستاذة علم النفس بجامعة كاليفورنيا، أن الأشخاص الذين يمارسون الهوايات بصفة عامة أقل عرضة للمعاناة من الضغوط النفسية، كما أن الهوايات تُعتبر شكلا من أشكال الرعاية الذاتية.
ويمكنك معرفة كيف يمكن لنشاط ممتع أن يساعدك على التحكم بالمشاعر السلبية ومنع التوتر، الذي يؤدي للأكل العاطفي، واكتشاف الهوايات الأنسب لك. فكيف تساعد الهوايات في التقليل من التوتر؟
طريقة لإلهاء ذهنك
وفقا لبريسمان، يعد التعمق في التفكير في شيء ما من الأسباب التي تجعل التوتر ضارا، إلى حد سقوط عقلك في دوامة تكرار الحجج نفسها؛ لكن إذا كان عقلك يركز على البستنة أو لعب الشطرنج أو أي هواية أخرى، فستتوقف تلك الأفكار السلبية عن ملاحقتك.
تعزيز مزاجك
بحسب بريسمان، يجعلنا الاستمتاع بممارسة الهوايات سعداء ومنشغلين وهادئين، وتعتبر هذه المشاعر من أقوى الأحاسيس التي تساعد على مكافحة التوتر، فعندما يشعر المرء بالسعادة، يكوِّن جسمه تفاعلا فسيولوجيا طبيعيا مختلفا تماما عن الاستجابة للتوتر.
وفي دراسة شاركت بريسمان في تأليفها ونُشرت في مايو/أيار عام 2010، تبين أن وجود مستويات أعلى من الأنشطة الترفيهية الممتعة يرتبط بانخفاض مستويات ضغط الدم والكورتيزول، اللذين يرتفعان في الجسم عندما نشعر بالتوتر.
ممارسة الأنشطة الترفيهية مع أشخاص آخرين لها تأثيرات مضادة للتوتر مقارنة بممارستها بمفردك
تحل محل ردود الفعل
من المحتمل أن تكون على دراية بفوائد النشاط البدني التي تقضي على التوتر، وقد لا تعرف السبب الذي يفسر كيفية تأثير التدريبات والرياضات الترفيهية على الحالة النفسية.
وأشارت بريسمان إلى أن الجسم عندما يشعر بالتوتر يعتقد أننا ينبغي أن نواجه هذه المشاعر ونحاربها، نتيجة لذلك يرتفع معدل ضربات القلب، وتُرسل الطاقة لعضلاتنا. لن يكون رد فعل الإجهاد مفيدا إذا ما بقينا جالسين بالمنزل أو المكتب دون التخلص منها.
وأضافت بريسمان أن ممارسة كرة القدم والجري واليوغا والمشي لمسافات طويلة، يساعدك على استهلاك الطاقة الزائدة، التي تسببها الضغوط.
ممارسة الهوايات مع مجموعة
يقول الباحث جوشوا سميث إن علاقاتنا الاجتماعية من شأنها أن تكون مصدرا كبيرا للدعم في أوقات التوتر، وسيتحسن مزاجك بمجرد القيام بأشياء مع الآخرين.
من جانبها، قالت بريسمان إن ممارسة الأنشطة الترفيهية مع أشخاص آخرين لها تأثيرات مضادة للتوتر مقارنة بممارستها بمفردك.
تعزيز علاقتك بالطبيعة
يعتبر سميث أن الطبيعة بمثابة علاج مهدئ يساعدك على تقليل التوتر؛ لذلك، يُنصح بقضاء بعض الوقت بمفردك للتأمل في جمال الطبيعة والتخلص من الطاقة السلبية.
تجنب الأكل العاطفي
أوضح سميث أن حوالي 95% من الناس يفرطون بتناول الطعام عندما يتعرضون للضغط العصبي؛ لذلك تساعدهم ممارسة الهوايات على التحكم بهذه المشكلة.
وتخفض الهوايات توترك، وتشتت عقلك بعيدا عن الأفكار التي تتمحور على سبيل المثال حول تناول رقائق البطاطا.
وتقول بريسمان “قرأت مقالات تتحدث عن أفضل الأشياء التي ينبغي القيام بها عندما تريد أن تأكل بسبب الضغط، وهي القيام بشيء مختلف أو الخروج من المنزل”.
وتضيف “الأشخاص الذين يمارسون هوايات أكثر يكونون أقل توترا وأكثر سعادة ورضى عن الحياة، وإذا كنت تشعر بتحسن أكثر وتوتر أقل، فقد يمنع ذلك تناول الطعام بسبب التوتر”.
من فوائد ممارسة الهوايات تقليل التوتر والقلق وزيادة مناعة الجسم وتحسين نوعية النوم
كيف تجد الهواية المثالية؟
أفاد سميث أنه لا توجد هواية “تناسب الجميع”، وأهم شيء عند محاولة استخدام الهوايات لتعوّض الأكل الناتج عن التوتر هو اختيار الأنشطة، التي تجعلك تشعر بالرضا إما أثناء القيام بها أو بعد ذلك؛ لهذا يمكن أن يحب صديقك الرسم، بينما تفضل فن الحفر على الخشب.
ورغم أن الخبز أو صنع الحلوى قد يجلبان لك السعادة، فقد لا تكون هذه الهوايات الأفضل لك إذا كان هدفك يتمثل بتقليل الأكل الناتج عن التوتر.
سميث وبريسمان قالا إن إعادة إحياء هواية قديمة أو تعلم هواية جديدة يعود بالنفع عليك، وفي حال العودة لهوايات قديمة، يقول سميث إنك “تدرك كيفية ممارستها”.
ومع ظهور الهوايات الجديدة هناك فرصة أكبر للشعور بالإحباط عند ممارستها؛ لكن يمكن أن يكون التعلم ممتعا للغاية، ويبعد ذهنك عن التوتر.
تعلم الكروشيه يتطلب الصبر؛ لكنها هواية تدوم مدى الحياة تبرز إبداعك ومصدر للهدايا اليدوية
8 هوايات منخفضة التكلفة
1. حل أحجيات الصور المقطوعة
عندما تشعر كأن الأشياء في حياتك تنهار، يمكن أن يكون تجميع أحجيات الصور المقطوعة بمثابة نشاط مهدئ، إضافة لذلك، اختر مشهدا تحبه، ويمكن أن يصبح جزءا من ديكور منزلك بمجرد الانتهاء منه.
2. تعلم الحياكة والكروشيه والتطريز
هواية تطلب الصبر؛ لكنك ستُكافأ بهواية تدوم مدى الحياة تبرز إبداعك، وتكون مصدرا للهدايا المصنوعة يدويا.
3. اختر التلوين
بغض النظر عما إذا كنت من النوع الذي يلون داخل الخطوط أم لا، تعد مشاهدة صورة فارغة تنبض بالحياة ببطء في جميع الأشكال المختلفة، ذات طابع تأملي.
مشاهدة صورة فارغة تنبض بالحياة ببطء هواية ذات طابع تأملي
4. الجري هواية
ربما لم تفكر بأن يكون الجري “هوايتك” الخاصة؛ لكنه سيساهم بتصفية ذهنك وتقليل توترك وإنقاص وزنك.
5. تعلم لغة الإشارة
درّب عقلك بطريقة جديدة وتعلم كيفية التواصل مع الصم وضعاف السمع.
6. فن الخط
إذا كنت من محبي اللغة، فقد يكون فن الخط مثاليا لك. جمالية الحروف تبعث فيك شعورا بالهدوء، وهذا الفن مفيد لكتابة الدعوات وللزينة المصنوعة يدويا.
7. مارس التأمل
تشمل فوائد التأمل تقليل التوتر والقلق وزيادة مناعة للجسم وتحسين نوعية النوم.
8. تعلم حركات رقص جديدة
يعد الرقص طريقة رائعة للتخلص من التوتر، وشكلا من أشكال التمارين الرياضية.