وفي الدنيا عجائب ليس تفنى
إذا إحدى مضتْ جاءتك أخرى
تؤلف هذه الأيامُ فينا
صحائفَ عبرةٍ بالقلبِ تُقرا
وفي طَيِّ القضاءِ بديعُ سِرٍّ
تبوح به عوادي الدهرِ جهرا
إذا اشتّدتْ أمور الدهر فاصبر
فإن الدهر لا يسطيع صبرا
ولا تستبطِ فالأيامُ توفي
وتأخذ حقَها المبخوس وفرا
ومن طلبَ القرارَ بأرضِ قومٍ
يُطابعُ دهرهم حلواً ومُرا
وذو التقوى وإن ضَعُفَ ابتداءً
فإن مقامه يزداد قدرا
وذو الدنيا وإن طالتْ يداه
فإن أموره ترتدُ خُسرا
ومن في الناسِ سيرته بمكرٍ
يلاقي منهمُ خدعاً ومكرا
ومن في الناسِ سار مدىً بعنفٍ
ذراعاً منه لم يقفوه شبرا
وكم خير يجر إليك ضيرا
وبعض الشر يدفع عنك شرا
وذو الوجهين لا يصفو لخَلقٍ
ولا يحُسَنْ به ظَنٌ فيبرا
ومن سلكَ الطريقَ بلا دليلٍ
تخبطَ هُوةً واشتال شَرَّا