الشاعر هلال الشيادي
توالت بكِ الأمجاد مجدا على مجد
وطفت سماوات الجلالة والسعد
جريتِ على بحر الحياة سفينة
لتحرس أبواب الخليج إلى الهند
أسائل أمواج الزمان تجيبني
هنا عبروا؛ الآثار تغني عن السرد
هم سحبوا ماء البحار بجزره
وقد شربوا الدهر العميق مع الكد
ومدوا شراع الحب يلقي سلامه
ومذ ذاك صار البحر يرتاح في المد
كأن تراب الأرض يمتد صفحة
بها سطر الأجداد ما كان مِن مجد
فيقرأه التاريخ فخرا على الدنا
عمان عمان العز والعدل والرشد
شراع على مرسى السماحة رابض
وآخر من أنواره الشرق يستهدي
نسجنا صواري الخير تجري بأنفس
تربت على التقوى فهبت إلى القصد
سللنا من الأخلاق فيصل حكمة
نشرنا بها الإسلام والسيف في الغمد
ولكننا شهب يطيش شواظها
على ساحة الأعداء في ساعة الجد
سل البصرة الفيحاء واسأل خليجنا
من الدوحة الحسناء واسأل ذرى السند
سل الصين والسور العظيم بأننا
مضينا ولم نحفل إلى السور والسد
وسائل ربى البحرين عن برج حصنها
وعن ذكريات الوصل في القرب والبعد
وقف بافتخار في صحائف عهدنا
على ساحل الأحساء قف في ربى نجد
ملأنا ثرى الصحراء أمناً ورحمةً
وفاض عباب البحر فخراً بلا عد
كراماً مررنا في المحيط ولم يزل
يغني بيامال النواخذة الأزد
على كل موج في السواحل مهجة
تمازجها روح تجلى بها جدي
هناك الإمارات الجميلة تعتلي
وما زال عود الأزد ينفح بالرنْد
وذي زنجبار اشتد بالشوق قلبها
تحن مراسيها إلى ذلك العهد
وما زال سيف الصلت فخرا معلقا
على هام سوقطرى، وذكراه في الحد
وفارس لما في شواطئها رست
مراكبنا مرفوعة الحق والبند
وقف بالكويت ارفع يراعك عاليا
بعليائها سطر صدى الحب والحمد
هنا تصبح الدنيا على خير ما بها
ومنها ضياء الحب من شمسها تهدي
بأبراجها عنوانَ عز تسامقت
تغازل أبراج السماء بلا حد
كويت هي الحصن المنيع على اسمها
تجلت كطود شامخ الهام مشتد
أتيتك يشدو الشعر حولي مغردا
وصفت أمامي الأغنيات على وجد
لبستك بشتا دافئا كل لحظة
على حرك الناري أو ثلجة البرد
وأخطو ترابا ملؤه الحسن والهوى
وآثاريَ الإعجاب قد غردت بعدي
عليها صباح الأحمد امتد نوره
فكانت كمثل الدر لألاءة العقد
أمير تهادى حكمة فاض رحمة
ببسمته يمحو دجى الغل والحقد
ألا يا صباح الخير والحب والسنا
أتيناك من بحر وسهل ومن وهد
أتتك صحار مسقط وصلالة
وشمسُ وسمحان هما ها هنا عندي
سماء هي الدنيا وإنك صبحها
وإنك في العلياء كالكوكب الفرد
خلقت صباحا باسما متألقا
لتبتسم الدنيا بنورك إذ تبدي
عمان كويت روضتان عليهما
نما السعد من نخل كريم ومن ورد
قوافيّ مثل النحل في الروض حلقت
تعود وملء الحرف عذب من الشهد
صباح وقابوس سناءان أشرقا
وضاءا بصبح بالمفاخر ممتد
عمان العلا بين العوالم فاخرت
تتيه على كبر وتسمو بلا ند
وقابوسها المقدام قاد بحكمة
مسيرتها الكبرى بإكرامه المسدي
هنا يا خليج المجد والأمن والهدى
سأبقي حروفي من مياهك تستجدي
فدم في حروف الدهر أجمل قصة
ودم في يدي وردا وفِي خافقي وِردي
رعى الله آفاق الخليج سعيدة
يقوم على عز ويغفو على ود