العمانية – التأمل
نظم مكتب والي مسقط ندوة تعريفيه عن السفينة جوهرةمسقط بعنوان جوهرة مسقط … الرحلة والإنجاز” للقبطان صالح بن سعيد الجابري قائد السفينة الشراعية “جوهرة مسقط “ بديوان عام المحافظة وذلك تحت رعاية سعادة السيد سعيد بن إبراهيم البوسعيدي نائب محافظ مسقط .
في البداية قدم القبطان صالح الجابري نبذة عن دور البحار العماني على مدى القرون الماضية وقال ان السجلات التاريخية لأواسط القرن الثامن الميلادي تبين وجود صلات ومبادلات تجارية وثقافية، استمرت طوال عدة قرون وفي أواسط القرن التاسع الميلادي، وكان هناك طريق تجاري قائم بين مسقط وصحار وقلهات وصور في عُمان والموانئ التجارية في الشرق الأقصى، حيث أبحرت السفن التجارية إلى الهند عابرة شبه جزيرة جفنا وخليج البنغال لتصل إلى محيط ملقا بين سومطرة وشبه جزيرة الملايو لغرض التجارة مع العديد من المناطق والبلدان مثل سنغافورة وفيتنام والصين وإكتسب العمانيون شهرة كبيرة كبحارين مغامرين وصانعي سفن وأصبحوا جزءاً لا يتجزأ من صميم الحركة التجارية في المحيط الهندي .
وعن فكرة مشروع جوهرة مسقط قال القبطان صالح الجابري: في عام 1998م ، اكتشف علماء الآثار ما عُرف فيما بعد كحطام ” بليتانج” قرابة أندونيسيا ، وهي سفينة من القرن التاسع الميلادي كانت جزءاً من التجارة على طريق الحرير البحري ومن هنا تولد مشروع جوهرة مسقط المشترك ما بين سلطنة عمان وجمهورية سنغافورة الصديقة واتت التوجيهات السامية ببناء وابحار السفينة التاريخية الى جمهورية سنغافورة وان تقدم كهدية الى الشعب السنغافوري حيث انطلقت جوهرة مسقط في السادس عشر من فبراير2010 ووصلت إلى سنغافورة في الثالث من يوليو من ذات العام واستغرقت الرحلة في البحر فقط ما يقارب 68 يوماً واستغرقت المدة الكاملة للرحلة 138 يوما قطعت خلالها 3580 ميلاً بحرياً بما يعادل 6630 كيلومترا .
وأضاف ان مشروع جوهرة مسقط جاء لإحياء التراث العماني البحري العريق ولإعطاء الفرصة للأجيال المعاصرة والشباب للتدرب على الطرق والأساليب الملاحية والعريقة والإبحار وبناء السفن الشراعية التقليدية، فضلا عن تعميق فهم الروابط القديمة بين شبه الجزيرة العربية ومنطقة غرب المحيط الهندي والشرق الأقصى.
وأضاف ان جوهرة مسقط صنعت يدويا، على شاطئ قنتب في مدينة مسقط واستخدم في بنائها حوالي (70,000) غرزة وأكثر من (100) كيلومتر من الحبال المركبة يدوياً.
وتمتد صواري السفينة الرئيسية وصواري الأشرعة لمسافة (13,5) متر فوق السطح كما تبلغ مساحة منطقة الأشرعة حوالي (160) متر مربع، ويبلغ طول السفينة (18) متراً وحمولتها مع وزنها (55) طناً، ولا يوجد بها محرك مؤكدا على ان نجاح هذه الرحلة التاريخية هو العمل الجماعي والتكاتف والصبر.
وحول الملامح الأساسية لجوهرة مسقط أشار القبطان صالح الجابري الى ان طول السفينة 18 متراً- 60 قدماً، عرضها 6 أمتار ويوجد بها ساريتان ارتفاع كل سارية 17 متراً ولكل شراع عارضتان الأولى طولها 10 أمتار إضافة الى انه توجد دفتان للسفينة طول الواحدة 3 أمتار و استغرق البناء بين 10 إلى 12 شهراً ويرجع تصميمها وطريقة بنائها إلى القرن التاسع ميلادي اما طريقة تثبيتها تعود إلى 1200 سنة إذ تجمع الألواح الخشبية معاً بواسطة حبال من ألياف جوز الهند المغزولة يدوياً (دون استخدام مسمار أو برغي واحد) وتطلب صنعها حوالي عشرين طناً من أخشاب أشجار السدر العماني والسمر والتيك وبلغ وزن الحبال التي شيدت بها السفينة أكثر من طن ونصف كما انها صنعت بأيدي مواطنين عمانيين وأفراد من أستراليا
وحول الصعوبات والمشاكل التي واجهت السفينة في خط سيرها قال القبطان صالح الجابري ” ان أي عمل في مثل هذه المهام لابد ان يواجهه مشاكل ومعوقات حيث تسببت الرياح والعواصف بكسر الصاري الرئيسي وقمنا باستبداله خلال وقوفنا في سيريلانكا، حيث توجد نوعية الخشب نفسه التي تم استخدامها في صناعة الصاري الأصلي.
في ختام الندوة والعرض المرئي الذي قدمه القبطان صالح الجابري قام بالرد على أسئلة واستفسارات الحضور.